شاهد ماذا قدم السوريون لطيار سوري رفض قصف حماة: قصة 43 عامًا خلف القضبان
في لحظة تاريخية تجسّد معاني الشجاعة والوفاء، احتفى أهالي مدينة حماة السورية بالطيار رغيد الططري، الذي قضى 43 عامًا في سجون النظام السابق لرفضه قصف مدينتهم.
هذا التكريم يعكس تقدير المجتمع لموقفه البطولي الذي دفع ثمنه سنوات طويلة من عمره.
في عام 1981، كان الرائد الطيار رغيد الططري، البالغ من العمر آنذاك 27 عامًا، يخدم في سلاح الجو السوري. خلال تلك الفترة، صدرت إليه أوامر بقصف مدينة حماة، التي كانت تشهد اضطرابات سياسية. إلا أن الططري رفض تنفيذ الأوامر، مفضلاً عصيانها على استهداف المدنيين الأبرياء.
هذا القرار الشجاع أدى إلى اعتقاله في 24 نوفمبر 1981 بتهمة “عصيان الأوامر”، ليبدأ رحلة طويلة من المعاناة في سجون النظام.
تنقل الططري بين عدة سجون، منها سجن عدرا وسجن صيدنايا وسجن المزة، حيث قضى أكثر من أربعة عقود في ظروف قاسية، محرومًا من التواصل مع عائلته وأحبائه.
ورغم طول مدة الاعتقال، ظل موقفه الثابت ورفضه لقصف مدينته مصدر إلهام للكثيرين، مما أكسبه لقب “عميد المعتقلين”.
في 8 ديسمبر 2024، وبعد سقوط النظام السوري، تمكنت فصائل معارضة من تحرير الططري من السجن المركزي في مدينة طرطوس.
وبعد أيام من إطلاق سراحه، وفي مشهد مؤثر، كرّم أهالي حماة الطيار البطل بعد صلاة الجمعة، حيث قدّموا له سيفًا مذهّبًا كعربون تقدير وامتنان لموقفه النبيل وتضحياته الجسيمة.
تُعيد قصة رغيد الططري إلى الأذهان أحداثًا مشابهة في التاريخ، حيث دفع الأفراد الشجعان حياتهم وحريتهم ثمنًا لمواقفهم المبدئية.
هذا التكريم ليس فقط اعترافًا بتضحيته، بل هو أيضًا تذكير بقيمة الشجاعة والوفاء للمبادئ، مهما كانت التحديات.