لماذا حصلت السعودية على أعلى مستوى ثقة في العالم؟
في تقرير إيدلمان للثقة لعام 2025، الذي يُعد واحد من أبرز الدراسات العالمية التي تقيس مستوى الثقة في الحكومات حول العالم، حققت السعودية تصدر ملفت للنظر، حيث تم تصنيفها كأعلى دولة في العالم من حيث الثقة في الحكومة بنسبة تصل إلى 87%.
ولم يقتصر هذا الرقم على الأداء الحكومي فقط، بل كان انعكاس للمصداقية العالية التي أظهرتها الحكومة السعودية في جميع القطاعات، خاصة في جهودها التنموية والاقتصادية.
الإنجازات الحكومية وراء زيادة الثقة
التقرير أظهر أن السعودية تتفوق على العديد من الدول المتقدمة في العالم في هذا المجال. يعود السبب في هذه النتيجة إلى الأداء الحكومي الذي يتميز بالكفاءة، حيث عملت المملكة على تعزيز القطاعات غير النفطية، وهو ما انعكس إيجابًا على خلق فرص عمل جديدة في مختلف المجالات. الحكومة السعودية وضعت استراتيجيات طويلة المدى لتحقيق التنوع الاقتصادي، مما جعلها مصدر جذب للاستثمارات الأجنبية، وضاعف من ثقة المواطن والمستثمر على حد سواء.
من أبرز ما يميز الحكومة السعودية في هذا السياق هو تقديمها لفرص جديدة ومستدامة من خلال مشاريع ضخمة مثل "رؤية السعودية 2030"، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للابتكار، والتوسع في القطاع السياحي والتقني، بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات. هذا التوجه في تنويع الاقتصاد لا يُعتبر فقط محركًا للثقة الداخلية، بل يعزز أيضًا من مكانة المملكة على الساحة العالمية.
أعلى دول العالم تفاؤلًا
فيما يخص التفاؤل بالمستقبل، كشفت الدراسة أن السعودية تعد أيضًا من أكثر الدول تفاؤلاً بنسبة 69%، وهو مؤشر يعكس الطموحات العالية للمواطن السعودي والحكومة على حد سواء. يتزامن هذا التفاؤل مع المشاريع المستقبلية التي تعكف المملكة على إنجازها، مثل "نيوم" و"القدية"، التي تعد من أكبر المشاريع التنموية التي تجذب أنظار العالم. هذا التفاؤل يتفوق على العديد من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة التي سجلت نسبة 47%، وألمانيا بنسبة 41%، والمملكة المتحدة بنسبة 43%، مما يعكس مدى الأمل والتطلعات التي تحظى بها المملكة في ظل التحديات العالمية.
ثقة السعودية في الاقتصاد والمجتمع
التقرير أشار أيضًا إلى أن المواطن السعودي يثق بشكل متزايد في الاقتصاد المحلي، وهو ما يتجسد في ارتفاع مستويات الاستهلاك المحلي وزيادة الاستثمارات الداخلية. وقد ساهم هذا في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، مما جعل المملكة نموذجًا في الثقة الحكومية على المستوى الإقليمي والعالمي.
لماذا تصدرت السعودية القائمة؟
بالنظر إلى الأسباب التي جعلت السعودية تتصدر هذه القائمة، يمكن تلخيصها في ثلاث عوامل رئيسية:
السعي نحو الابتكار من قبل السلطة السعودية. ورؤية 2030 التي وضعت البلاد على خارطة الاستثمار العالمي وأكدت نيتها في تقليل الاعتماد على النفط. الاستقرار السياسي والاقتصادي.