"المباحثات في الرياض كشفت عن إدراك متزايد".. واشنطن وموسكو تشيدان بجهود السعودية في التقريب بين الأطراف

الرياض: شهدت العاصمة السعودية الرياض محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، بهدف بحث آفاق تسوية النزاع في أوكرانيا وتقريب وجهات النظر بين الجانبين. وأكد مسؤولون من الطرفين على الدور الحيوي الذي تلعبه الرياض في تسهيل هذه الحوارات وإيجاد أرضية مشتركة للتفاهم.

الولايات المتحدة: السعودية شريك لا غنى عنه

وبحسب قناة "الإخبارية" أكد وزير الخارجية الأميركي، مارك روبيو، أن السعودية تضطلع بدور لا غنى عنه في جمع الأطراف على طاولة الحوار، مشدداً على أن واشنطن تثمن جهود الرياض في دفع العملية التفاوضية.

وقال روبيو في تصريحات إعلامية: "نقدّر بشدة شراكتنا مع السعودية ونثق بأنها ستواصل دعم الجهود بكل السبل الممكنة"، مشيراً إلى أن أي حل للنزاع يتطلب تقديم تنازلات من جميع الأطراف المعنية.

وأضاف روبيو أن مباحثات الرياض تمثل "الخطوة الأولى لإنهاء الحرب في أوكرانيا"، مشيراً إلى أن مستقبل هذه المفاوضات قد يشمل مشاركة أوسع من الاتحاد الأوروبي، في ظل تعقيد الملف الأوكراني وتشابك المصالح الدولية فيه.

روسيا: واشنطن تفهم موقفنا بشكل أفضل بعد محادثات الرياض

من جانبه، أشاد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، باستضافة السعودية للمحادثات الروسية-الأميركية، مؤكداً أن اللقاءات التي جرت في قصر الدرعية أسهمت في تقريب وجهات النظر بين البلدين بشأن الأزمة الأوكرانية.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماعات: "المباحثات مع الجانب الأميركي كشفت عن إدراك متزايد لدى واشنطن للموقف الروسي"، مضيفاً أن الطرفين اتفقا على أن المصالح الوطنية قد لا تتطابق في جميع القضايا، ولكن الحوار المستمر ضروري للحفاظ على الاستقرار الدولي.

وأوضح لافروف أن المباحثات ركزت على صياغة آلية دبلوماسية لحل النزاع الأوكراني، كاشفاً عن اتفاق مبدئي لإجراء مشاورات دورية بين موسكو وواشنطن، برعاية سعودية، لمتابعة تطورات الموقف والتوصل إلى تسوية مقبولة لجميع الأطراف.

السعودية وسيط دبلوماسي مؤثر في المشهد الدولي

تعكس هذه المحادثات الدور المتنامي للسعودية كوسيط دبلوماسي في القضايا الدولية الشائكة، حيث باتت المملكة منصة رئيسية للحوار بين القوى الكبرى، مستفيدةً من علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف. ويعزز نجاح الرياض في استضافة هذه الجولة من المفاوضات مكانتها كلاعب رئيسي في إعادة تشكيل النظام الدولي، لا سيما في ظل الأزمات الجيوسياسية المتصاعدة.