فهد الشليمي: الملك عبدالله قلب الطاولة على محاولات إحراجه سياسيًا
العاهل الأردني يناور بذكاء دبلوماسي ويقلب الطاولة على محاولات إحراجه سياسيًا
علق المحلل السياسي فهد الشليمي على لقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، معتبرًا أن الموقف الأردني تاريخي وثابت تجاه القضية الفلسطينية، ومؤكدًا أن الملك استطاع بحنكة سياسية تفادي الضغوط الدولية وقلب الطاولة على محاولات إحراجه أمام الإعلام.
الموقف الأردني: ثبات تاريخي في دعم القضية الفلسطينية
في مقطع فيديو نشره عبر منصة إكس، أشار الشليمي إلى أن الموقف الأردني ليس وليد اللحظة، بل يمتد منذ عام 1948، حيث استقبل الأردن اللاجئين الفلسطينيين، وخاض حرب 1967 ومعركة الكرامة، كما شارك في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وصولًا إلى اتفاقيات السلام.
لقاء سياسي من الدرجة الأولى
وصف الشليمي لقاء الملك عبدالله بـ"السياسي من الدرجة الأولى"، مشيرًا إلى أن الملك استخدم المناورة الدبلوماسية بذكاء حينما صرّح بأنه مستعد لاستقبال 2000 فلسطيني مريض للعلاج، لكنه رفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة. وأضاف أن هذا التصريح أمام الإعلام كان بمثابة تكتيك دبلوماسي محنك، حيث حول التركيز إلى مأساة مرضى السرطان بدلاً من الحديث عن مخططات التهجير.
دعم المبادرة المصرية والتنسيق مع السعودية
أكد الشليمي أن الملك عبدالله يدعم الحلول العربية المشتركة، حيث شدد على انتظار المقترحات المصرية، وعقد لقاءً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بهدف بناء جبهة عربية موحدة، على غرار موقف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خلال مفاوضات كامب ديفيد.
الأردن.. ملاذ اللاجئين ومصدر الاستقرار
أثنى الشليمي على الدور الإنساني للأردن، قائلاً:"كل الشكر والتقدير للأردن الذي استقبل الفلسطينيين والعراقيين واليمنيين والليبيين والسوريين، وكل من ضاقت به الأرض يجد الأمان والاستقرار في المملكة الأردنية الهاشمية."
مناورة سياسية بارعة
أشاد الشليمي بقدرة الملك عبدالله على المناورة رغم الضغوط السياسية، مشيرًا إلى أن قليلًا من القادة يستطيعون اتخاذ مثل هذه الخطوات الدبلوماسية المعقدة. وأكد أن المرحلة الحالية تتطلب دبلوماسية ذكية، وليس مجرد استعراض للقوة.
حماس والمسؤولية عن الأزمة
انتقد الشليمي بشدة دور حركة حماس في الأزمة الفلسطينية، معتبرًا أنها مسؤولة عن إضعاف الموقف العربي وتشريد الفلسطينيين، قائلًا:"ليس محمود عباس هو من وضع العرب في هذا الموقف، بل حماس، فهي من أودت بحياة 50 ألف فلسطيني، وتسببت بإصابة 150 ألف شخص، وتشريد أكثر من مليون ومئتي ألف."
معركة خاسرة واقتراحات غير جادة
أشار الشليمي إلى تصريحات موسى أبو مرزوق، أحد قادة حماس، الذي وصف ما حدث بأنه "معركة خاسرة"، متسائلًا عن الخطوات القادمة في المعركة الدبلوماسية. كما قلل من جدية مقترحات ترامب، موضحًا أنها تبدأ بمواقف حادة ثم يتم التراجع عنها تدريجيًا.
الملك عبدالله يتجاوز "الفخ السياسي"
في ختام حديثه، شدد الشليمي على نجاح الملك عبدالله في تفادي فخ سياسي وإعلامي ودبلوماسي، مؤكدًا أن الملك استطاع قلب الطاولة على محاولات عزله أو استهداف موقفه السياسي، قائلًا: "جلالة الملك عبدالله تستحق التحية، لأنك لم تترك لهم مجالًا للاستفراد بك سياسيًا."