معركة الحفائر.. كيف هزم الإمام الإدريسي العثمانيين في جازان؟
كشف أستاذ التاريخ الحديث، الدكتور علي الصميلي، عن تفاصيل معركة الحفائر التي دارت بين الدولة الإدريسية في المخلاف السليماني (جازان حاليًا) بقيادة الإمام محمد الإدريسي، وقوات الدولة العثمانية، موضحًا كيف تمكن الإدريسي من فرض سيطرته وهزيمة الجيش العثماني في واحدة من أبرز المعارك التاريخية.
بداية الصراع.. مطالب الإدريسي
وأوضح الصميلي، خلال ظهوره في برنامج في الصورة، أن الدولة العثمانية كانت تمر بظروف صعبة في ذلك الوقت، مما دفعها إلى إرسال وفد لمعرفة مطالب الإدريسي، الذي طالب حينها بحكم شبه ذاتي مع بقائه على ولاء للدولة العثمانية.
وسرعان ما توسع نفوذ الإمام الإدريسي ليشمل الطائف والليث والقنفذة، حيث وجد فيه السكان زعامة قوية قادرة على مواجهة الوُلاة العثمانيين.
تحالفات الإدريسي ضد العثمانيين
وأشار الصميلي إلى أن الإدريسي كان بارعًا في عقد التحالفات، حيث اتفق مع إمام اليمن على التمرد ضد العثمانيين في وقت متزامن، كما وصل إلى جدة والتقى الشريف حسين، موكلًا إليه مهمة فك الحصار عن القوات العثمانية هناك.
لكن، ورغم هزيمة قوات الشريف حسين على يد الإدريسي، تمكن أحمد عزت باشا من التغلب على الإمام يحيى، مما أدى إلى عقد صلح جديد بين الإدريسي والعثمانيين، تضمن صرف راتب شهري له، ومنحه سلطة إدارة منطقة جازان.
هزيمة كبرى للعثمانيين في معركة الحفائر
ومع استمرار النزاع، أرسل أحمد عزت باشا قوات لمساندة العثمانيين المحاصرين من قبل الإدريسي، إلا أن هذه القوات استنفدت مواردها من المياه والخيول قبل وصولها إلى أرض المعركة.
وأكد الصميلي أن الإمام الإدريسي استغل هذه الثغرة العسكرية، وحاصر العثمانيين مانعًا وصول الإمدادات إليهم، مما تسبب في خسارة فادحة للجيش العثماني، حيث قُتل أكثر من 2500 جندي عثماني، واعتُبرت المعركة واحدة من أكبر المجازر التي تعرض لها العثمانيون في الجزيرة العربية.
تركيا لا تزال تحيي ذكرى "مصيبة جازان"
واختتم الصميلي حديثه بأن هذه المعركة لا تزال تُحيى في تركيا حتى اليوم، حيث تُقام احتفالية سنوية تُعرف بـ"مصيبة جازان"، تخليدًا للهزيمة الكبرى التي تعرضت لها القوات العثمانية على يد الإمام محمد الإدريسي.
لمشاهد حديث الدكتور الصميلي من هنا..