أخبار

عبدالرحمن الراشد: لا تمويل لإعادة إعمار غزة مادام احتمالات عودة الحرب مرة أخرى

توقع المعلق السياسي السعودي عبدالرحمن الراشد عدم تمويل إعادة إعمار غزة، مهما قيل من وعود، ما دام الممولون العرب والأجانب يشعرون بأن احتمالات حربٍ أخرى ما زالت قائمة. فقد تم إنفاق مئات الملايين من الدولارات سابقًا على إعادة إعمار غزة، ليأتي التدمير من خلال المواجهات المستمرة مع إسرائيل.

وقال الراشد في مقال تحت عنوان (غزة بين خروج "حماس" أو ترحيل سكانها) نُشر في صحيفة "الشرق الأوسط"، إن "حماس" أخطأت مرةً أخرى في قراءة التطورات المستقبلية، خاصةً مع عودة دونالد ترمب للرئاسة. فقد عطلت أو ماطلت في المفاوضات التي استمرت نحو تسعة أشهر، ومع التبدل الرئاسي في واشنطن، تقلصت فرصها، في الوقت الذي تواصل فيه معاناة أهالي غزة.

وأضاف الراشد: "الرئيس ترمب لا يشبه الرئيس السابق بايدن، وقد قرر إلغاء ما سعى لتحقيقه سلفه. على سبيل المثال، بدلاً من ترحيل "حماس"، طرح فكرة تهجير سكان غزة. على الرغم من أن مشروع ترمب لإخراج مليوني إنسان غير واقعي ويخالف القانون الدولي، ولا يحظى بتأييد حتى داخل إدارته والكونغرس، إلا أنه قد يظل مصراً على تنفيذه، ما لم تنجح اللقاءات العربية المقبلة في ثنيه عن ذلك."

وتابع الراشد قائلاً: "كنا في إطار قضية واحدة وهي وقف تدمير غزة وتخليصها من اثنين: إسرائيل و"حماس". لكننا أصبحنا في أزمةٍ تهدد غزة والضفة الغربية ومصر والأردن. حتى لو تراجع ترمب عن فكرته، فإن أي خلاف مع مصر والأردن سيؤثر على المنطقة بأسرها."

وأشار إلى أنه مع التغيير الرئاسي في الولايات المتحدة وبعد أن نجح نتنياهو في إصلاح علاقته مع ترمب، يخشى أن تكون غزة معرضة لجولة ثانية من الحرب. فـ"حماس" ترفض الخروج، وإسرائيل لا تزال تمتلك الرغبة والسلاح لمواصلة القتال. وفي النهاية، ستتمكن إسرائيل من القضاء على ما تبقى من الحركة بعد تدمير ما تبقى على الأرض.

وأكد الراشد أن "هذه فرصة أخرى لـ"حماس" لتصحيح أخطائها الماضية واتخاذ قرار مسؤول في مصلحة مليوني إنسان عاشوا معاناة رهيبة بسبب هجومها في السابع من أكتوبر 2023. ورغم مزاعم الانتصار، يعرف سكان القطاع الحقيقة أكثر من غيرهم. فقد استعادت السلطة الفلسطينية غزة في عام 2005، وتم تفكيك المستوطنات وأُبعد المستوطنون منها."

وقال الراشد: "بعد الدمار الذي لحق بغزة، تستطيع "حماس" إفشال مساعي التهجير المليوني. بإمكانها أن تساوم على خروجها مقابل وقف مشروع ترمب. الخيار سيكون إما "حماس" أو مليونا فلسطيني. يرى الإسرائيليون في الحركة المسلحة نقطة ضعف يمكن استغلالها لدفع أجندتهم، ويأملون في إفشال أي محاولة لتعزيز صلاحيات السلطة الفلسطينية أو أي سلطة غير إسرائيلية في القطاع."

وتساءل الراشد: "هل ستغلب "حماس" روح المسؤولية على الشعبوية وتتخذ الخطوة المقبلة التي تساعد في تعديل مشروع ترمب من التهجير إلى التعمير؟"

وختم حديثه قائلاً: "لن يكون هناك تمويل لإعادة إعمار غزة، مهما قيل من وعود، ما دام الممولون العرب والأجانب يشعرون بأن احتمالات حربٍ أخرى مفتوحة. فقد سبق وأنفقت مئات الملايين من الدولارات على تعمير غزة، لتتسبب المواجهات مع إسرائيل في تدمير كلّ ما تم بناؤه."

المصدر: الشرق الأوسط
زر الذهاب إلى الأعلى