أخبار

تركي الفيصل يكشف: السعودية ترفض خطة ترامب وتتمسك بموقفها الثابت ضد التطبيع مع إسرائيل

أكد السفير السعودي الأسبق لدى الولايات المتحدة وبريطانيا، الأمير تركي الفيصل، أن المملكة العربية السعودية ترفض بشكل قاطع تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد اقتراح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن قطاع غزة.

وأوضح الفيصل في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن هذا الموقف تعكسه التصريحات الرسمية لوزارة الخارجية السعودية، التي شددت على تمسك المملكة بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، معتبرًا أن هذا هو الأساس لأي تطبيع محتمل في المنطقة.

وفي رده على سؤال حول إمكانية تعرض المملكة لرد فعل عنيف من الإدارة الأمريكية إذا لم تلتزم بمشاركة خطة ترامب، قال الأمير تركي الفيصل: "سيتعين علينا الانتظار لنرى، لكن المملكة ستستمر في موقفها الثابت من القضية الفلسطينية". وأضاف أن الرئيس ترامب كان قد أبدى في تصريحات سابقة استعداده لزيارة السعودية واستثمار نحو 500 مليار دولار في الولايات المتحدة، وكان أول بلد يزوره خلال ولايته الأولى هو المملكة. ومع ذلك، أشار الفيصل إلى أن ترامب سيتلقى على الأرجح الكثير من الانتقادات في حال سعى لتنفيذ خطته في غزة، لافتًا إلى أن هذه الخطة تتضمن "ظلمًا واضحًا"، بما في ذلك ما وصفه بـ"التطهير العرقي" في غزة والضفة الغربية.

رفض الخطة الأمريكية

وفي تعليقه على خطة ترامب لتسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، قال الأمير تركي الفيصل: "ما خرج من ترامب غير قابل للاستيعاب، وأعتقد أن ما يقترحه يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الصراع وإراقة الدماء في المنطقة". وأكد أن المشكلة الأساسية في فلسطين ليست مع الفلسطينيين أنفسهم، بل مع الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح الفيصل أن هذه الحقيقة تدركها جميع الأطراف الدولية، وأن الأمم المتحدة تبنت منذ عام 1967 مبادرات تدعو إلى التبادل الأرضي مقابل السلام.

وأكد السفير السعودي الأسبق أن المملكة العربية السعودية قد قدمت مبادرة السلام العربية التي تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، مع القدس الشرقية عاصمة لها، في مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل. هذه المبادرة تم عرضها عدة مرات على إسرائيل، وهي تظل الأساس الذي يتمسك به العالم العربي في التعامل مع إسرائيل.

التهجير القسري وحقوق الفلسطينيين

الفيصل لم يتوقف عند الانتقادات السياسية فقط، بل أكد أيضًا على أن خطة ترامب تضمنت مواقف غير إنسانية تتعلق بالتهجير القسري للفلسطينيين. وقال: "إذا كان التهجير ضروريًا، فيجب أن يكون إلى الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل، وليس إلى أماكن أخرى كما يقترح ترامب". وأشار إلى أن الولايات المتحدة أعادت بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية دون أن تضطر إلى تهجير السكان من أماكنهم، مشددًا على أن أي خطة تتضمن تهجير الفلسطينيين من غزة تعتبر غير مقبولة.

العلاقات السعودية-الإسرائيلية: موقف ثابت

السعودية تواصل رفضها أي محاولات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية. ومن خلال موقفها هذا، تظل المملكة ملتزمة بمبادئها التاريخية التي أرسى أسسها الملك عبدالعزيز آل سعود، والتي تستند إلى ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

إضافة إلى ذلك، فإن المملكة تواصل تعزيز موقفها من خلال تعزيز التواصل مع الإدارة الأمريكية لتوضيح رؤية السعودية للمستقبل، دون الانصياع لأي ضغوط أو محاولات لتغيير موقفها الثابت من القضية الفلسطينية.

من حديث تركي الفيصل الأخير يظهر أن السعودية لن تتراجع عن مواقفها العادلة تجاه القضية الفلسطينية، ولن تنخرط في أي تطبيع مع إسرائيل ما لم تتحقق الحقوق الفلسطينية. المملكة تواصل موقفها الحازم تجاه اقتراحات ترامب، وتدعو إلى التوصل إلى حل عادل ينهي معاناة الشعب الفلسطيني ويضمن إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

المصدر: تريندي نيوز+ سي إن إن
زر الذهاب إلى الأعلى