ردود عالمية متباينة وغير متوقعة لخطة ترامب الخيالية في قطاع غزة
أثارت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة ردود فعل غاضبة وموجة من التنديد الدولي، حيث اعتبرت العديد من الدول والمنظمات الحقوقية أن هذه الخطوة تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهديداً جديداً لاستقرار المنطقة.
ردود فعل عربية ودولية رافضة
جاءت أولى الردود الحاسمة من الدول العربية، حيث أكدت مصر والأردن رفضهما القاطع لخطة ترامب، مشددين على أن إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة يمثل انتهاكاً لحقوقهم المشروعة، وعلى رأسها حق العودة. وأشارت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي إلى أن "محاولات فرض حلول قسرية لن تؤدي إلا إلى تعقيد الأوضاع وزيادة التوتر في المنطقة".
من جهتها، وصفت السلطة الفلسطينية الخطة بأنها "إعلان حرب على الشعب الفلسطيني"، معتبرة أن تهجير سكان غزة يعد تطهيراً عرقياً يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية. وطالبت منظمة التحرير الفلسطينية المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإيقاف هذه السياسات العدوانية.
الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان تدين الخطة
بدورها، أدانت الأمم المتحدة خطة ترامب بشدة، حيث صرّح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن "أي خطة تتضمن تهجيراً قسرياً للسكان تتعارض مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان". كما أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على استمرار دعمها للاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، رافضة أي مساعٍ لإعادة توطينهم قسراً.
أما منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، فقد وصفتا الخطة بأنها "سابقة خطيرة" و"محاولة لتغيير التركيبة السكانية في غزة بالقوة"، محذرتين من أن تنفيذ هذه السياسات سيقود إلى كارثة إنسانية جديدة.
المجتمع الدولي بين الإدانة والتحفظ
على الصعيد الدولي، أعربت دول الاتحاد الأوروبي عن قلقها العميق إزاء خطة ترامب، حيث شددت على ضرورة احترام قرارات الشرعية الدولية والتمسك بحل الدولتين كسبيل وحيد لإنهاء النزاع. وأكدت ألمانيا وفرنسا أنهما لن تدعما أي خطة تنتهك حقوق الفلسطينيين.
في المقابل، اكتفت بعض الدول الحليفة للولايات المتحدة، مثل بريطانيا وأستراليا، بالتعبير عن "القلق" دون اتخاذ موقف واضح، فيما التزمت دول أخرى الصمت، في انتظار المزيد من التطورات.
إسرائيل ترحب والمعارضة الداخلية تتصاعد
من جانبه، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطة ترامب، معتبراً أنها تمثل "فرصة تاريخية لتعزيز أمن إسرائيل". إلا أن المعارضة الداخلية داخل إسرائيل لم تتأخر، حيث عبّر سياسيون يساريون ومنظمات حقوقية عن قلقهم من تداعيات هذه الخطوة على استقرار المنطقة والعلاقات مع الفلسطينيين.
تواجه خطة ترامب لغزة معارضة واسعة على المستويين العربي والدولي، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تفجير الأوضاع في الشرق الأوسط وعرقلة أي جهود لإحلال السلام. وبينما يصر ترامب على تنفيذ رؤيته، يبقى مصير غزة وشعبها معلقاً في ميزان التحركات الدولية والمواقف السياسية المقبلة.