السيسي وترامب يناقشان مصير غزة: هل ستمنع مصر خطة التهجير الأمريكية؟
في اتصال هاتفي مهم، ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب الأوضاع المتوترة في قطاع غزة، في وقت تشهد فيه المنطقة أزمات إنسانية وحروبًا دامية.
الاتصال، الذي تم مساء اليوم السبت، بحسب أحمد المنشاوي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، تناول تطورات الوضع الميداني والجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاقيات لوقف إطلاق النار، حيث أكد السيسي ضرورة تثبيت الاتفاقات المبدئية لوقف القتال، وهي اتفاقات تمت بوساطة مصرية قطرية أمريكية مشتركة.
السيسي شدد على أهمية استمرار العمل على تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن، مع ضرورة العمل على بناء أسس لحل دائم للصراع.
في ذات السياق، الرئيس المصري أكد للجانب الأمريكي أهمية بذل المزيد من الجهود لإيجاد حل شامل ينهي سنوات من النزاعات في المنطقة. وأضاف أن المجتمع الدولي يضع آمالًا كبيرة على قدرة الرئيس ترامب في الدفع نحو اتفاق سلام تاريخي يفضي إلى نهاية هذا النزاع المستمر.
كما تطرقت المكالمة إلى سبل تعزيز التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مع دعوة السيسي لترامب لزيارة مصر في أقرب وقت. الزيارة من شأنها أن تعزز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتفتح آفاقًا جديدة في التعاون في مجالات الأمن والسلام الإقليميين.
من جهة أخرى، دعا الرئيس السيسي ترامب للمشاركة في افتتاح المتحف المصري الجديد، في خطوة تسلط الضوء على التحولات الثقافية والتاريخية التي تشهدها مصر في السنوات الأخيرة.
بينما يستمر الحوار السياسي على مستوى القمة، يعبر الشارع الفلسطيني في غزة عن دعمه الكبير للمواقف المصرية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع. أهالي غزة أطلقوا حملات دعم واسعة لموقف مصر الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، وذلك على خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن خطط لتوطين الفلسطينيين في دول أخرى.
تعددت اللافتات التي رفعها الفلسطينيون في شوارع غزة، حيث ظهرت صور للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى جانب شعارات تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية ورفض التهجير. من بين تلك اللافتات، لافتة ضخمة في ميدان السرايا وسط غزة كتبت عليها: "مصر ستظل السند الحقيقي والحامي للمشروع الوطني الفلسطيني". هذه اللافتات تعكس حالة من التلاحم الشعبي الفلسطيني مع الموقف المصري، خاصة في ظل ما يعانيه القطاع من ظروف صعبة نتيجة التصعيد المستمر والحصار.
تزامنًا مع هذه التحركات الشعبية، كان اجتماع وزاري سداسي في القاهرة بمشاركة الأردن والإمارات والسعودية وقطر بالإضافة إلى مصر وفلسطين قد شهد تواصلاً عربيًا مكثفًا لبحث آخر مستجدات الأزمة.
الاجتماع، الذي جرى تحت إشراف وزارة الخارجية المصرية، خرج ببيان يؤكد دعم الأطراف العربية للاتفاقات المبدئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بالإضافة إلى دعم جهود إعادة إعمار غزة. البيان شدد على رفض أي محاولات لتقسيم قطاع غزة، وأكد دعم جهود وكالة الأونروا في تقديم المساعدات الإنسانية.
كما أكد البيان الوزاري على أهمية تعزيز قدرة السلطة الفلسطينية في إدارة شؤون غزة كجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدين على ضرورة إعادة إعمار القطاع بشكل شامل يضمن للنازحين العودة إلى ديارهم ويحسن الظروف المعيشية في القطاع.
بالموازاة مع هذا، تم التأكيد على ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي لإيجاد حلول سلمية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مع العمل على تحقيق استقرار المنطقة بعيدًا عن المزيد من الصراعات والنزاعات.