أخبار

محمد الضيف.. القائد الغامض لكتائب القسام الذي واجه إسرائيل حتى اللحظة الأخيرة "سيرة ذاتية "

أعلن الناطق العسكري باسم "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أبو عبيدة، اليوم الخميس، مقتل القائد العام للكتائب محمد الضيف، وذلك خلال معركة "طوفان الأقصى"، التي اندلعت منذ السابع من أكتوبر الماضي.

جاء هذا الإعلان ليضع نهاية لسنوات طويلة من مسيرته الحاشدة بالحراك العسكري والمطاردة الأمنية من قبل السلطات الإسرائيلية.

النشأة والبدايات
وُلد محمد الضيف، وُيعرف باسمه الحركي دون الكشف عن اسمه الحقيقي، في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، لأسرة فلسطينية لاجئة هجّرت من قراها خلال نكبة عام 1948.

ونشأ الضيف في بيئة مليئة بالاضطرابات السياسية والصراعات المستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي، مما جعله منذ صغره ينخرط في الأنشطة الوطنية والمقاومة.

درس الضيف العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، لكنه انخرط بشكل كبير في العمل المقاوم، ما جعله يتفرغ للنشاط العسكري. وانضم في شبابه إلى كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة حماس، في مرحلة مبكرة من تأسيسها خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993).

التحاقه بالمقاومة وكتائب القسام
برز الضيف في مجال التصنيع العسكري وتنفيذ العمليات النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ما جعله شخصية رئيسية في تطوير العمل العسكري لحركة حماس. وكان من المقربين من القائد الأول لكتائب القسام يحيى عياش، الذي اغتالته إسرائيل عام 1996، ليصبح بعدها الضيف أحد أبرز القادة العسكريين في الكتائب.

على مدار العقود الماضية، لعب الضيف دورًا رئيسيًا في تطوير القدرات القتالية لكتائب القسام، بما في ذلك تصنيع الصواريخ المحلية، وحفر الأنفاق القتالية، وتطوير تكتيكات حرب العصابات التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في عدة مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي.

المشاركات في المعارك والمواجهات مع إسرائيل
شارك الضيف في عدة معارك كبيرة ضد الاحتلال، وكان له دور رئيسي في إدارة العمليات العسكرية خلال الحروب المتكررة على غزة، ومن أبرزها:

-انتفاضة الأقصى (2000-2005): حيث أدى دورًا محوريًا في تطوير عمليات المقاومة المسلحة.
-حرب غزة 2008-2009 (الرصاص المصبوب): كان أحد القيادات التي وجهت ضربات صاروخية ضد إسرائيل.
-حرب 2012 (عمود السحاب): إذ تعرض لمحاولة اغتيال إسرائيلية لكنه نجا.
-حرب 2014 (الجرف الصامد):  قاد عمليات عسكرية مكثفة شملت قصف المدن الإسرائيلية وتطوير منظومة الأنفاق الهجومية.
-معركة "سيف القدس" 2021 و معركة "طوفان الأقصى" 2023: حيث قاد عمليات واسعة ضد إسرائيل، وتعرض لمحاولات اغتيال متكررة.

محاولات الاغتيال والسرية العسكرية
حاول الاحتلال الإسرائيلي اغتيال محمد الضيف عدة مرات، حيث نجا من ما لا يقل عن 7 محاولات، كان أبرزها في عام 2014 عندما استهدفت غارة جوية منزله، ما أدى إلى استشهاد زوجته وابنه، لكنه نجا بأعجوبة. ومنذ ذلك الحين، اختفى الضيف تمامًا عن الأنظار، وأصبح يظهر فقط عبر تسجيلات صوتية خلال الأحداث العسكرية الكبرى.

عرف الضيف بقدرته على إدارة العمليات بسرية تامة، حيث لم يظهر في أي تسجيل مصور منذ سنوات طويلة، مما جعله شخصية غامضة ومخيفة بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، الذي اعتبره "الشبح" الذي يصعب الوصول إليه.

إرثه في المقاومة
مثّل محمد الضيف نموذجًا للقائد العسكري الذي كرس حياته للمقاومة، وكان له دور محوري في تطوير قدرات كتائب القسام وجعلها قوة عسكرية مؤثرة في الصراع مع الاحتلال. ورغم إعلان مقتله اليوم، فإن إرثه العسكري وتأثيره سيظل حاضرًا في مسيرة المقاومة الفلسطينية، التي تؤكد أنها ماضية في طريقها رغم كل التحديات.

بإعلان مقتله، تطوي المقاومة الفلسطينية صفحة أحد أبرز قادتها العسكريين، لكن يبقى السؤال مفتوحًا حول تأثير ذلك على المشهد الفلسطيني ومستقبل الصراع مع إسرائيل، خاصة في ظل استمرار معركة "طوفان الأقصى" والتطورات الميدانية الجارية.

 

المصدر: تريندي نيوز-هيئة التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى