موجة توترات تجتاح الساحل السوري وريف حمص إثر شائعات بعودة ماهر الأسد واشتباكات مسلحة
شهدت مناطق الساحل السوري وريف حمص الغربي توترات كبيرة، ليل الجمعة-السبت، نتيجة شائعات وتحركات أمنية وعسكرية مفاجئة، ما أدى إلى حالة من القلق والاضطرابات بين السكان المدنيين.
في محافظة اللاذقية، انتشرت شائعات عن عودة ماهر الأسد إلى الساحل السوري ضمن صفقة إقليمية-دولية، مع انسحاب قوات إدارة العمليات العسكرية. هذه الشائعات دفعت بعض العناصر المسلحة إلى الخروج من فلول النظام السابق، ورفع أعلام النظام وصور ماهر الأسد وسط إطلاق نار كثيف في قرى بريف طرطوس.
إدارة العمليات العسكرية نفت الشائعات بشكل قاطع وأكدت أنها دفعت بتعزيزات جديدة إلى المنطقة، وصرح مدير الأمن العام في اللاذقية لوكالة الأنباء السورية (سانا) بأن "العناصر الخارجة عن القانون" حاولت استغلال الأوضاع لنشر الفوضى، مشيراً إلى إحباط هجوم على حاجز المزيرعة وفرض حظر تجوال في مدينة جبلة.
كما أُعلن عن مقتل ثلاثة من المهاجمين ومصادرة أسلحة وسيارات استخدمت في الهجمات.
في ريف حمص الغربي، تصاعدت التوترات إثر اتهامات لقوى الأمن بارتكاب انتهاكات في قرية مريمين ذات الغالبية المرشدية. وأفادت تقارير حقوقية بمقتل 13 شخصاً خلال حملة تمشيط شنتها إدارة العمليات العسكرية بالتعاون مع قوى الأمن العام لجمع السلاح.
- ذات صلة:
- شاهد.. العثور على مستودع ضخم يحتوي على 100 مليون حبة كبتاغون يرجع ملكيته لماهر الأسد
- عودة الروح إلى دمشق: شقيقة زوجة ماهر الأسد مجد جدعان تنهي 17 عامًا من الغياب والمعارضة
- هل تحول الجعفري وزوجة ماهر الأسد إلى داعمين للتغيير في سوريا؟
من جانبه، أوضح المكتب الإعلامي لمحافظة حمص أن مجموعة إجرامية انتحلت صفة أمنية وارتكبت تجاوزات ضد المدنيين. كما شدد المحافظ عبد الرحمن الأعمى، خلال زيارة للقرية، على التزام الحكومة بمعالجة الانتهاكات وتعويض المتضررين. وتم الإعلان عن توقيف عدد من المشتبه بهم وتحويلهم للقضاء المختص.
على خلفية هذه الأحداث، عُقدت اجتماعات أهلية في حمص بمشاركة قيادات اجتماعية ودينية لتعزيز السلم الأهلي. وأكد عبد الإله الملحم، شيخ قبائل المنابهة، خلال لقاء مع اللقاء التشاوري المسيحي، أهمية التعايش بين المكونات السورية ونبذ الطائفية التي خلفها النظام السابق.
وأشار الملحم إلى أن الانتهاكات الأخيرة أثارت مخاوف لدى بعض المكونات، خصوصاً الطائفة المسيحية، بشأن ضمان حرياتهم وحقوقهم. وطالب المكونات المتضررة بعدم الانجرار خلف شائعات وأعمال انتقامية، داعياً إلى إعطاء فرصة للإدارة الجديدة لإثبات التزامها بمسؤولياتها الوطنية.
في الوقت الذي تستمر فيه القوات الأمنية بحملاتها لضبط الأوضاع، أفادت منصات حقوقية بتوثيق اعتقالات واسعة طالت نحو 600 شخص من الطائفة العلوية، تم إطلاق سراح أغلبهم بعد التحقيق.
وتواجه الإدارة الجديدة تحديات كبيرة في إعادة بناء الثقة بين المكونات المختلفة، وسط مخاوف من تكرار الانتهاكات أو وقوع عمليات ثأرية.
مع تزايد الضغوط الشعبية والدولية، يبدو أن السلطات تسعى جاهدة لتفادي أي تصعيد إضافي. وأكدت تقارير حكومية أن هناك خطة لإعادة توزيع القوى الأمنية بشكل يضمن تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المتوترة، مع التركيز على آليات جديدة لمحاسبة المتجاوزين وضمان حقوق المدنيين.
التوترات الأخيرة في الساحل السوري وريف حمص تشير الى وجود تعقيد أمني وعسكري، ورغم الجهود المبذولة لاحتواء هذا الوضع، تظل الشائعات والاحتقان الطائفي تحديات رئيسية تواجه الإدارة الجديدة في سعيها لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء الثقة بين المكونات السورية.