أخبار

المساعدات تعبر إلى غزة وسط توتر ميداني وتأجيل في تنفيذ وقف إطلاق النار

شهد معبر كرم أبو سالم الحدودي، اليوم الأحد، وصول عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية قادمة من مصر، استعدادًا لدخولها إلى قطاع غزة مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” حيز التنفيذ عند الساعة 6:30 بتوقيت غرينتش، وفق ما أعلنه الوسطاء.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الشاحنات وصلت إلى الجانب الإسرائيلي من المعبر وتستعد لدخول القطاع.

وأوضح المصدر أن هذه الشاحنات تمثل شريان حياة جديداً لسكان القطاع الذين يواجهون أزمة إنسانية خانقة منذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير، وفقا لوكالة الاناضول.

من جهتها، أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” أن نحو 95 شاحنة مساعدات عبرت معبر كرم أبو سالم، بينما تصطف أخرى عند منفذ رفح الحدودي، بانتظار التنسيق لدخولها.

وكانت المساعدات قد توقفت عبر معبر رفح منذ مايو/أيار 2024، بعدما سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني منه، مما أجبر قوافل الإغاثة على المرور عبر معبر كرم أبو سالم الذي يخضع لسيطرة إسرائيلية.

تأخير تنفيذ وقف إطلاق النار
رغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ نظريًا صباح الأحد، إلا أن التصعيد الميداني لم يتوقف تمامًا. فقد شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية استهدفت شمال ووسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 19 شخصًا وإصابة 36 آخرين، وفق ما أعلنه الدفاع المدني في غزة.

واتهمت إسرائيل حركة “حماس” بعدم الالتزام بتقديم قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم، معتبرة ذلك شرطًا أساسيًا لتنفيذ وقف إطلاق النار. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “وقف إطلاق النار لن يبدأ ما لم تستلم إسرائيل قائمة الأسماء”، مشددًا على أن الاتفاق الحالي “مؤقت”، مع احتفاظ إسرائيل بحق استئناف العمليات العسكرية.

بدورها، أكدت حركة “حماس” التزامها الكامل بتنفيذ بنود الاتفاق. وأوضحت في بيان أن التأخير في تسليم قائمة أسماء الرهائن ناتج عن “تعقيدات ميدانية”، مشيرة إلى استمرار التواصل مع الوسطاء لضمان الالتزام بجميع بنود الاتفاق.

وأضافت الحركة أنها تتابع عمليات إدخال المساعدات الإنسانية وتعمل على تهيئة الظروف لإعادة دورة الحياة في القطاع.

ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار تبادلًا للأسرى في مرحلته الأولى، حيث سيتم الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية محتجزة لدى “حماس”، مقابل إطلاق سراح 737 معتقلاً فلسطينيًا.

وذكرت مصادر أن المرحلة الأولى من الاتفاق ستشهد أيضًا انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية، وفق ما أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن.

في سياق متصل، أعلنت مصر، التي تؤدي دور الوسيط الرئيسي، أن إسرائيل ستفرج عن أكثر من 1,890 معتقلًا فلسطينيًا خلال فترة تنفيذ الاتفاق.

ويأتي هذا الاتفاق في ظل وضع إنساني كارثي يعيشه قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي تسبب في مقتل أكثر من 157 ألف شخص وإصابة الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال.

ويعاني القطاع من دمار واسع النطاق، فيما تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة تهدد حياة السكان.

ويمثل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تطوراً محوريًا في مسار الحرب في غزة، حيث يلقي الضوء على أهمية الجهود الدبلوماسية الدولية في تخفيف الأزمات الإنسانية، غير أن المساعدات الانسانية لم تعد عمل انساني بقدر ما صارت جزء من الترتيبات السياسية والعسكرية المرتبطة بوقف اطلاق النار.

المصدر: تريندي نيوز+وكالات
زر الذهاب إلى الأعلى