أخبار

الحوثيون يصعّدون.. هجمات على إسرائيل وحاملة طائرات أمريكية وسط دعوات دولية لخفض التصعيد في البحر الأحمر

في خضم تصاعد التوترات في البحر الأحمر، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) ليلة أمس الجمعة، عن تنفيذ أربع عمليات عسكرية كبرى.

واستهدف الحوثيون ثلاث منها إسرائيل، بينما ركزت الرابعة على حاملة الطائرات الأميركية “ترومان” شمال البحر الأحمر، مما يزيد من حدة المواجهات في المنطقة ويثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الإقليمي.

وصرّح المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن الهجمات تضمنت، قصف منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة بأربعة صواريخ مجنحة، حققت أهدافها بنجاح، وكذلك هجومين جويين بطائرات مسيرة حيث استهدف الأول منطقة يافا المحتلة بثلاث طائرات، بينما ركز الثاني على هدف حيوي في عسقلان، وعملية بحرية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية “ترومان”، ويعد هذا هو الهجوم هو السابع من نوعه منذ وصول الحاملة إلى البحر الأحمر، باستخدام طائرات مسيرة.

وأكد سريع جاهزية الجماعة للرد على أي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، مع التأكيد على استعدادهم لتصعيد العمليات العسكرية في حال الإخلال بأي اتفاقيات أو استمرار الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

تصاعد الهجمات على الملاحة الدولية
وتأتي هذه العمليات في سياق حملة أوسع بدأها الحوثيون منذ نوفمبر 2023، استهدفت سفن شحن إسرائيلية وأخرى مرتبطة بها في البحر الأحمر.

وقد أدى ذلك إلى تعطيل الملاحة الدولية، مما كبّد قناة السويس المصرية خسائر تُقدر بمليارات الدولارات، حيث لجأت السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من عبور القناة.

في المقابل، ردت الولايات المتحدة وبريطانيا بشن غارات جوية على مواقع الحوثيين منذ بداية 2024، ما دفع الجماعة إلى توسيع نطاق هجماتها ليشمل السفن الأميركية والبريطانية في بحر العرب والمحيط الهندي.

ومع الإعلان عن اتفاق هدنة في غزة يبدأ الأحد المقبل، تتزايد الضغوط الدولية لخفض التوترات في البحر الأحمر. خلال اتصال هاتفي، ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره الإيراني عباس عراقجي سبل تهدئة الأوضاع، مشددين على ضرورة الحفاظ على حرية الملاحة في المنطقة.

وأكد عبد العاطي أن استقرار البحر الأحمر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن التوترات في المنطقة أضرت بقناة السويس، التي خسرت حوالي 7 مليارات دولار خلال عام 2024.

حركة الملاحة في قناة السويس

ويرى خبراء أن خفض التوتر في البحر الأحمر يتطلب ضغطاً إيرانياً على الحوثيين، مع تفعيل دور الوسطاء الدوليين. بينما يعتقد خبير السياسات الدولية محمد محسن أبو النور أن إيران قد تدفع حلفاءها للالتزام بالتهدئة، يشير آخرون، مثل وجدان عفراوي، إلى أن الحوثيين قد يستمرون في التصعيد بوصفهم ورقة ضغط إيرانية في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية.

من جانبه، أعرب زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي عن استعداد الجماعة لتصعيد الهجمات دعماً للشعب الفلسطيني، مؤكداً تنفيذ 1255 عملية عسكرية منذ نوفمبر 2023.

ومع اقتراب تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه، يتوقع مراقبون تغييرات كبيرة في السياسة الأميركية تجاه إيران والحوثيين. ويُرجح أن تتبنى الإدارة الجديدة موقفاً أكثر صرامة، مما قد يدفع إيران وحلفاءها لإعادة تقييم استراتيجياتهم في المنطقة.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل البحر الأحمر معلقاً بين التصعيد العسكري والجهود الدبلوماسية. وبينما تواصل الأطراف المعنية البحث عن حلول لتجنب تفاقم الأزمة، تظل المخاوف قائمة بشأن تأثير هذه التوترات على أمن الملاحة الدولية واستقرار المنطقة.

المصدر: تريندي نيوز+ وسائل إعلام
زر الذهاب إلى الأعلى