أخبار

الوساطة القطرية في وقف الحرب بغزة.. كيف تمكنت الدوحة من المغامرة في ملف شديد التعقيد؟

برزت قطر كوسيط رئيسي قادر على تحقيق اختراقات في أكثر الملفات تعقيدًا وشائكية في الشرق الأوسط وهو ملف الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس.

وخلال التصعيد الأخير في غزة، أدت الدوحة دور جوهري في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، مما أسفر عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي ساهم في إنهاء القتال وإعادة الهدوء إلى القطاع المحاصر.

قطر وسيط مقبول للطرفين
وتستمد قطر قدرتها على الوساطة من شبكة علاقاتها المتوازنة مع الأطراف المختلفة. فهي تُحافظ على قنوات اتصال مع حركة حماس، التي تدير قطاع غزة، بينما تحتفظ بعلاقات دبلوماسية جيدة مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، وقد أكسبها هذا الموقف مكانة فريدة كوسيط مقبول للطرفين.

وفي حرب غزة الأخيرة، كثّفت قطر جهودها الدبلوماسية بالتنسيق مع دول إقليمية مثل مصر وتركيا، ومع الولايات المتحدة، مما عزز فرص نجاح جهودها في تحقيق وقف إطلاق النار.

آلية الوساطة القطرية
اعتمدت قطر في وساطتها على عدة خطوات دبلوماسية رئيسية:

التواصل المباشر مع الأطراف بحيث استضاف المسؤولون القطريون جلسات متواصلة مع قيادات حماس ومسؤولين دوليين، حيث ناقشوا شروط وقف إطلاق النار ومتطلبات تخفيف الحصار المفروض على غزة.

والتنسيق الإقليمي والدولي إذ عملت قطر بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة لضمان تضافر الجهود وتوحيد المواقف تجاه الأزمة، وكذلك التعهد بالمساعدات الإنسانية فقد تعهدت قطر بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لإعادة إعمار غزة، مما ساهم في تسريع قبول الأطراف لشروط وقف إطلاق النار.

التحديات التي واجهتها الوساطة القطرية
من خلال طبيعة الحرب لم تكن الوساطة القطرية سهلة، حيث واجهت تحديات متعددة:

تصاعد حدة الصراع الميداني، تزايد أعداد الضحايا والدمار في غزة جعل المفاوضات أكثر تعقيدًا.
اختلاف شروط حماس واسرائيل، بينما كانت حماس تطالب بتخفيف الحصار ووقف الهجمات الإسرائيلية، أصرت إسرائيل على وقف إطلاق الصواريخ وضمان أمن مستوطناتها.

والضغط الدولي والإقليمي حيث كانت هناك ضغوط متزايدة من المجتمع الدولي لوقف القتال بسرعة، مما تطلب توازناً دقيقاً بين تسريع المفاوضات وضمان شموليتها.

نتائج الوساطة القطرية
وقد أسفرت الجهود القطرية عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي شمل، وقف فوري للأعمال العسكرية من الطرفين، وتخفيف القيود الإسرائيلية على غزة، بما في ذلك تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والبضائع، والتزام بإعادة إعمار القطاع بدعم من قطر ودول أخرى، تحت إشراف دولي وإقليمي.

الدور الإنساني القطري
ولم يقتصر الدور القطري على الوساطة السياسية، بل شمل أيضاً تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لسكان غزة. وأعلنت الدوحة عن تخصيص مئات الملايين من الدولارات لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، إضافة إلى دعم برامج الصحة والتعليم والبنية التحتية في القطاع.

ومع تكرار الحروب في غزة، يبدو أن قطر قد رسخت مكانتها كوسيط رئيسي في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

ورغم صعوبة هذا الملف، تمكنت الدوحة من إثبات قدرتها على التعامل مع الأزمات المعقدة، مما يجعلها طرفاً مهماً في أي جهود مستقبلية لتحقيق سلام مستدام في المنطقة.

المصدر: تريندي نيوز
زر الذهاب إلى الأعلى