تصريحات لوزير الخارجية الأمريكية الجديد: لن نتخلى عن الأكراد في سوريا
في جلسة الاستماع الخاصة بتعيين وزير الخارجية الأمريكي القادم، السناتور ماركو روبيو، التي جرت أمس في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، قدم روبيو عددًا من التصريحات الهامة المتعلقة بالأوضاع في سوريا.
وتطرقت إلى السياسة الأمريكية المستقبلية في المنطقة والملفات المرتبطة بالحكومة السورية والعلاقات مع القوى الإقليمية.
واشنطن وقوات قسد
وأكد روبيو أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، مشيرًا إلى أن هناك عواقب وخيمة على التخلي عن الشركاء الذين لعبوا دورًا حيويًا في سجن مقاتلين متطرفين.
وأوضح أن الأكراد يواصلون حراسة السجون التي تحتجز فيها العناصر المتطرفة، وأن هذا الأمر كان له دور رئيسي في قدرة الولايات المتحدة على تفكيك تنظيم داعش. وأضاف أن الأكراد يتعرضون للتهديدات بسبب هذا الدور المهم.
رفع العقوبات على الحكومة السورية
وتناول روبيو مسألة العقوبات المفروضة على الحكومة السورية، مشيرًا إلى أن رفع هذه العقوبات عن حكومة سوريا الحالية، التي تقودها هيئة تحرير الشام، قد يكون ممكنًا في المستقبل.
وأوضح أنه رغم أن أفراد الهيئة لن يكونوا قادرين على الحصول على “وثيقة غير محكوم عليه” من المباحث الفيدرالية الأمريكية نظرًا لتاريخهم المعروف، فإن من مصلحة الأمن القومي الأمريكي والمنطقة بشكل عام أن يتم التوصل إلى وضعية لا تكون فيها سوريا مقرًا لداعش أو مصدر تهديد للمنطقة.
كما شدد على ضرورة ضمان احترام حقوق الأقليات الدينية في سوريا مثل العلويين والمسيحيين وغيرهم، ومنع إيران من استخدام الأراضي السورية لنشر إرهابها وزعزعة الاستقرار في لبنان عبر حزب الله.
دور قانون قيصر وتأثير العقوبات
وأشار روبيو إلى أن العقوبات المفروضة على النظام السوري من خلال قانون قيصر قد أسهمت بشكل كبير في انهيار النظام، لافتًا إلى أن العقوبات كانت أداة مؤثرة في تطور الأحداث.
وأوضح أنه على الرغم من تمديد قانون قيصر كملحق لموازنة الدفاع الأمريكية مؤخرًا، فإن العقوبات لا تزال مفروضة على حكومة لم تعد موجودة. ومع ذلك، أضاف أنه يمكن استخدام رفع هذه العقوبات كأداة في العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا، دعا روبيو إلى ضرورة أن تكون الولايات المتحدة واضحة في موقفها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدًا أن تركيا يجب ألا تستغل فترة انتقال السلطة بين الرئيسين بايدن وترامب لتنفيذ سياسات تتعارض مع الاتفاقات الحالية.
وأوضح روبيو أن عدم دراسة الولايات المتحدة للعلاقة مع الحكومة السورية قد يؤدي إلى تمكين خصوم أمريكا، مثل إيران وروسيا، من تعزيز نفوذهم في سوريا.
وأضاف أن كلا من إيران وروسيا قد خرجوا من سوريا وهم يتبنون سياسة براغماتية تهدد الاستقرار في المنطقة.
ختامًا، أشار روبيو إلى أن الوضع الجديد في سوريا يفتح المجال أمام الولايات المتحدة للتعامل مع دمشق بشكل مختلف، ما سيؤثر بشكل كبير على العلاقات بين سوريا ولبنان وإسرائيل وغزة، وكذلك على الاستقرار العام في الشرق الأوسط.