ينتمي لحركة حازمون .. من هو أحمد المنصور الذي اعتقل في سوريا بسبب الدعوة لثورة في مصر ضد السيسي؟
أعلنت السلطات الأمنية السورية في الحكومة المؤقتة اليوم الاربعاء عن اعتقال المصري أحمد المنصور المعروف بمشاركته في أنشطة معارضة للحكومة المصرية، وذلك بعد نشره تسجيلات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تضمنت تهديدات مباشرة لحكومة القاهرة.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في وزارة الداخلية السورية ومصدر أمني عربي، أنه جرى القبض على المنصور خلال عملية أمنية استهدفته في إحدى المناطق الخاضعة لسيطرة السلطات السورية.
وأفادت التقارير بأنه محتجز حاليًا في مركز اعتقال للتحقيق معه بشأن التهديدات التي وجهها للحكومة المصرية وللسيسي تحديداً.
وكان المنصور، الذي أطلق على حركته اسم “ثوار 25 يناير”، كان قد ظهر في مقاطع مصورة تحدث فيها عن إسقاط النظام المصري. كما زعم أن أسرته في مصر تتعرض للتضييق من قبل السلطات، وهو ما نفاه والده جملةً وتفصيلًا.
خلفية المنصور
وفقًا لمصادر إعلامية مصرية، يُعد أحمد المنصور شخصية مثيرة للجدل، إذ كان أحد أعضاء حركة “حازمون”، التي أسسها السياسي البارز حازم صلاح أبو إسماعيل، وشارك في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة عام 2013.
وبعد فض الاعتصامين، هرب المنصور إلى سوريا وانضم إلى جماعات مسلحة هناك، وفق ما أفادت به التقارير.
في تصريح لوسائل إعلام محلية، قال والد أحمد، عاطف المنصور، إنه يتبرأ من أفعال ابنه، مؤكدًا أن الدولة المصرية لم تضيق على العائلة، بل ساهمت في تعليم شقيق أحمد، الذي حصل على درجة الماجستير من إيطاليا بتمويل حكومي بلغ مليون جنيه مصري.
رسائل سياسية وأمنية
وذكرت مصادر أمنية لـرويترز أن اعتقال المنصور يُبرز وجود قنوات تعاون غير معلنة بين القاهرة ودمشق.
وأشار مصدر أمني عربي إلى أن الحملة الإعلامية المصرية التي ركزت على تهديدات المنصور كانت رسالة واضحة لدمشق، وهو ما دفع السلطات السورية للتحرك.
“هذه الخطوة تُظهر أن القضية كانت ذات أولوية عالية بالنسبة للقاهرة، وتُرسل إشارة إلى أن السلطات السورية تسعى لتعزيز العلاقات الأمنية مع مصر”، وفق ما صرح به المصدر.
دلالات إقليمية
اعتقال المنصور يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العربية محاولات للتقارب السياسي بين عدد من الدول.
وقد أشار مراقبون إلى أن هذه الخطوة قد تكون مؤشرًا على تحول جديد في العلاقة بين دمشق والقاهرة، خاصة في ضوء التحديات الأمنية المشتركة التي تواجه البلدين، بما في ذلك محاربة الإرهاب وتثبيت الاستقرار الداخلي.
وأثارت هذه التطورات تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. البعض اعتبر أن التحرك السوري يظهر استعداد دمشق للتعاون مع مصر ضمن سياق إقليمي أوسع.
في المقابل، رأى آخرون أن الحادثة تسلط الضوء على استمرار نشاط المعارضين المصريين في الخارج، وحاجة الحكومات إلى وضع حد لهذه التهديدات الأمنية.