تونس وإسرائيل: محطات سرية من العلاقات والتطبيع في تاريخ غير معلن
في مقال مثير للجدل، زعمت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن تونس استعانت بإسرائيل في مساعٍ للحصول على استقلالها عن فرنسا في عام 1956، وكشفت عن محاولات للتطبيع بين البلدين خلال تسعينيات القرن الماضي في عهد الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي.
وبحسب الصحيفة، بدأت الاتصالات بين تونس وإسرائيل في عام 1956، حين طلبت القيادة التونسية دعم إسرائيل في الأمم المتحدة لمساعدتها في نيل الاستقلال من الاستعمار الفرنسي.
الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة كان يتبنى سياسة براغماتية تجاه إسرائيل، وأكد في خطابه عام 1965 في أريحا على ضرورة قبول الاعتراف العربي بإسرائيل، مقابل تنازلات تتعلق بفلسطين.
في تسعينيات القرن الماضي، ومع صعود بن علي إلى السلطة، شهدت العلاقات التونسية الإسرائيلية مرحلة جديدة من التواصل، إذ بدأ النظام التونسي في محادثات سرية مع تل أبيب، بهدف إقامة علاقات دبلوماسية.
وتشير التقارير إلى أن المحادثات كانت تركز على مجالات التجارة والسياحة، وكان من المقرر فتح مكاتب رعاية المصالح في كل من تونس وتل أبيب.
وفي الوقت نفسه، كان الخطاب العلني للنظام التونسي يتضمن التأكيد على دعمه القوي للقضية الفلسطينية، وهو ما كان يستهدف تهدئة غضب الشارع التونسي المتعاطف مع الشعب الفلسطيني.
لكن ذلك لم يمنع المباحثات السرية التي أفضت إلى افتتاح مكاتب المصالح في 1996، رغم المعارضة الشعبية التي كانت ترفض أي تطبيع مع إسرائيل.
الأحداث السياسية في المنطقة، بما في ذلك اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، أوقفت تلك المحاولات وأدت إلى تراجع التوجهات نحو تطبيع العلاقات بين تونس وإسرائيل.
وبحلول عام 2002، أُغلِقت مكاتب المصالح في تونس وتل أبيب، وظلّت العلاقات بين البلدين متقلبة، في ظل دعم تونس المستمر لفلسطين وعزمها على إظهار موقفها العربي والإسلامي.
هذه الرواية التاريخية تثير تساؤلات كبيرة حول سياسة تونس الخارجية في مراحل حرجة من تاريخها، وتفتح باب النقاش حول الأسرار الدبلوماسية التي قد تكون غير معروفة للكثيرين.