اتهمت حركة فتح حركة حماس بأنها تتحمل مسؤولية الكارثة الإنسانية والأوضاع المأساوية التي يعيشها قطاع غزة، نتيجة سياساتها “المتهورة” وارتباطها بمحاور إقليمية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأشارت فتح في بيان لها إلى أن حماس، منذ السابع من أكتوبر 2023، قدمت ما وصفته بـ”الذرائع المجانية” للاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ أوسع حملة عسكرية ضد قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل وإصابة وأسر أكثر من 200 ألف فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، إلى جانب الدمار الشامل في البنية التحتية والمرافق الحيوية.
واتهمت فتح حماس بأنها “أدخلت الشعب الفلسطيني في دائرة من الفقر والجوع، وتسببت بانهيار الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وغيرها”، مضيفة أن الحركة “رهنت نفسها لصالح قوى إقليمية، واستغلت السكان المدنيين كدروع بشرية”، على حد تعبير البيان.
رد على بيان حماس الأخير
جاءت تصريحات فتح ردًا على بيان أصدرته حماس، اعتبرته فتح “محاولة لتضليل الرأي العام الفلسطيني وتحريف الأنظار عن ممارساتها الداخلية”.
وأكدت فتح أن ممارسات حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة عام 2007، مثل الإعدامات الميدانية وسياسة الترهيب والاستيلاء على المساعدات الإنسانية، تركت أثرًا كارثيًا على المجتمع الفلسطيني.
كما أشارت إلى أن “حماس تستغل مجموعات خارجين عن القانون لتأجيج الفوضى والفلتان الأمني في الضفة الغربية، في انسجام مع مخططات الاحتلال الإسرائيلي لإضعاف القضية الفلسطينية”، وفق البيان.
يُشار إلى أن الانقسام بين حركتي فتح وحماس بدأ بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، والتي فازت فيها حماس بأغلبية، وتبع ذلك صراع مسلح أدى إلى سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007.
ومنذ ذلك الحين، دخلت الحركتان في حالة من التنافس السياسي والعسكري، مع فشل محاولات المصالحة المتكررة.
ويأتي هذا التصعيد في التصريحات وسط أزمات إنسانية وأمنية متزايدة في قطاع غزة، حيث يتهم المجتمع الدولي إسرائيل بفرض حصار خانق منذ أكثر من 15 عامًا، تفاقم مع الحروب المتكررة وآخرها الحملة العسكرية التي بدأت في أكتوبر 2023.
وتختتم فتح بيانها بدعوة كافة الأطراف الفلسطينية إلى العودة إلى الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات المشتركة، مشددة على أن استمرار الانقسام لن يخدم سوى “أجندات الاحتلال”، في حين لم تصدر حركة حماس أي تعليق رسمي على بيان فتح حتى الآن.
