أخبار

تفاصيل الساعات الأخيرة قبل الانهيار: رئيس وزراء سوريا السابق يكشف عن قرارات بشار التي دمرت الدولة

كشف رئيس وزراء سوريا السابق، محمد الجلالي، عن تفاصيل الساعات الأخيرة التي سبقت سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وكيف أن قرارات الأسد كانت وراء انهيار الدولة على المستويين العسكري والاقتصادي.

ويروي الجلالي رغم قصر مدة توليه منصب رئيس الوزراء، التي لم تتجاوز ثلاثة أشهر، كيف كانت تحركات بشار الأسد في تلك الأيام الأخيرة، مشيرًا إلى قراراته الفوضوية وتفرده في الحكم، التي أسهمت في تدهور الوضع في البلاد.

ومن بين أبرز ما كشف عنه الجلالي وفقا لحديثه على منصة “مزيج” التابعة لقناة العربية، كان حادثة قصف جسر الرستن، إذ قال إن محافظ حمص طلب منه إصدار أمر بقصف الجسر لمنع تقدم المعارضة.

ورغم أن الجلالي رفض الطلب بسبب الأثر الاقتصادي والإنساني للجسر على سكان المنطقة، فوجئ أن الجيش السوري قام بالقصف بعد ساعتين من رفضه، ما يعكس انفصال القيادة العسكرية عن الحكومة وعدم التنسيق بينها.

 

انهيار النظام من الداخل

وأشار الجلالي إلى أن النظام كان يعاني من انهيار داخلي قبل أن ينهار ميدانيًا. فقد تعرضت حكومة الأسد للشلل، حيث توقف موظفو المقسم العسكري عن الرد على الهواتف، وهرع حراس رئيس الوزراء من مقر عملهم.

كما أكد أن وزير الداخلية أبلغه في مكالمة هاتفية: “كل شيء انتهى، سأغادر مكتبي وسأتجه إلى الساحل”، في إشارة إلى انهيار أركان النظام.

وعندما حاول الجلالي الاتصال ببشار الأسد ليُخبره بمخاوفه من انهيار الوضع، كانت الإجابة “أين سيذهب هؤلاء؟” من قبل الأسد، في تجاهل تام لمشاعر الخوف والذعر التي كانت تجتاح مؤيدي النظام.

وفي سياق الحديث عن طريقة إدارة الأسد للدولة، كشف الجلالي عن هيمنة المكتب الخاص على قرارات الحكومة. حيث كان هناك مكتب داخل مجلس الوزراء يقوم بنقل القرارات إلى بشار الأسد للحصول على موافقته عليها، مما جعل الحكومة تبدو بلا صلاحيات حقيقية، بينما كان الأسد والمحيطون به يتخذون القرارات المؤثرة في شؤون البلاد.

 

محاولات السيطرة على أموال السوريين

وأوضح الجلالي أيضًا أن بشار الأسد كان يسعى للاستيلاء على الأموال التي يحتفظ بها المواطنون السوريون. وقال الجلالي إن الأسد تحدث معه ذات مرة عن الدولارات التي يملكها السوريون، قائلًا: “يجب أن نضغط عليهم ليظهروها”، في إشارة إلى سياسة النظام التي كانت تقيد الاقتصاد السوري وتزيد من معاناته.

كما كشف الجلالي عن تدخلات الأسد في الاقتصاد السوري، حيث حاول مرارًا إلغاء رسوم الهاتف الجوال، وهو ما رفضه الأسد، موجهًا الجلالي بالترويج لقرار فرض هذه الرسوم على الإعلام.

 

تدهور الوضع العسكري والاقتصادي

وخلال هذه الساعات، بدأ الجيش السوري يعاني من انهيار داخلي، حيث أُخبر الجلالي بأن الوضع في الجيش كان يتدهور بسبب تدني الرواتب، وتغيرات ميدانية سريعة كانت تحدث على الأرض، مما دفع الجنود إلى التخلي عن مواقعهم. كل هذه الأحداث أدت إلى حالة من الانهيار العام في المؤسسات السورية.

كانت هذه التصريحات من الجلالي بمثابة شهادة حية على كيف أن قرارات بشار الأسد وسياسته الاستبدادية قد أسهمت في تدمير سوريا على مختلف الأصعدة، تاركة البلاد في حالة من الفوضى والدمار.

المصدر: تريندي نيوز
زر الذهاب إلى الأعلى