إحراز تقدم في وقف الحرب.. بابا الفاتيكان يشن حملة انتقادات ضد الحملة الإسرائيلية على غزة
إحراز الوسطاء تقدم بشأن وقف إطلاق النار
تواصلت الجهود الدولية لإحراز تقدم في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حركة حماس”، وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وتصاعد عدد الضحايا المدنيين.
وبينما تحدث الوسطاء عن تحقيق تقدم نسبي في المحادثات التي تُعقد في قطر، أكدت مصادر فلسطينية أن الفجوات بين الطرفين ما زالت كبيرة بما يمنع إبرام اتفاق نهائي.
وأفادت مصادر فلسطينية أن الوسطاء، من قطر والولايات المتحدة ومصر، يبذلون جهوداً مكثفة للتوصل إلى اتفاق يوقف القتال المستمر منذ 15 شهراً، ويضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى “حماس”.
وقال مسؤول فلسطيني لوكالة رويترز: “هناك تقدم في تضييق الفجوات القديمة، لكننا لم نصل بعد إلى اتفاق”.
وأوضح أن المفاوضات تسير ببطء مع مناقشة دقيقة لكل كلمة وتفصيل.
بالتزامن مع المحادثات، شنت القوات الإسرائيلية غارات جديدة على قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 17 فلسطينياً يوم الخميس وحده، وفقاً لمسعفين فلسطينيين.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى خلال الـ24 ساعة الماضية بلغ 70 شخصاً، بينهم أطفال.
وشهد مخيم جباليا أكبر عدد من الضحايا، حيث قُتل ثمانية أفراد في غارة على منزل هناك.
كما قُتل تسعة آخرون، بينهم أب وأطفاله الثلاثة، في غارتين وسط القطاع.
في سياق متصل، صعّد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، من انتقاداته للحملة العسكرية الإسرائيلية. ووصف الوضع الإنساني في غزة بأنه “خطير ومخز للغاية”، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل لإنهاء معاناة السكان المدنيين.
وأضاف في رسالة سنوية وجهها إلى السلك الدبلوماسي بالفاتيكان: “لا يمكننا قبول أن يموت الأطفال بسبب تدمير المستشفيات وقصف البنية التحتية”.
تتجلى العقبات أمام إبرام الاتفاق في المواقف المتباينة للطرفين؛ إذ تشترط “حماس” إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة لإطلاق سراح الرهائن، بينما تصر إسرائيل على القضاء الكامل على “حماس” وضمان الإفراج عن جميع الرهائن قبل وقف العمليات العسكرية.
وأدت الحرب إلى دمار هائل في القطاع، حيث تشير إحصاءات فلسطينية إلى مقتل أكثر من 46 ألف شخص منذ اندلاع الصراع.
كما تحولت مساحات شاسعة من القطاع إلى أنقاض، مع نزوح غالبية سكانه البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، الذين يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء.
ومع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير، حذر الأخير من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن.
ويضيف هذا التحذير ضغطاً إضافياً على الوسطاء لإيجاد مخرج سريع للأزمة.
وبينما تُعلق الآمال على استمرار المفاوضات، يظل مصير قطاع غزة معلقاً بين جهود الوساطة الدولية وتصعيد العمليات العسكرية، وسط مأساة إنسانية متفاقمة.