أخبار

الراهب إبراهيم فلتس: لقاؤنا مع أحمد الشرع ” مبشر ” ولا قلق بشأن المسيحيين

وصفه نائب “حارس الأراضي المقدسة” الأب إبراهيم فلتس لقاءه بقائد سوريا الجديدة بـ”الممتاز”، وذلك بعدما اجتمع به رؤساء الكنائس المسيحية في دمشق، والذي استمر لأكثر من ساعتين ونصف، شهد تبادلاً صريحاً للأفكار والمواقف بشأن مستقبل سوريا، خصوصاً الوجود المسيحي في البلاد.

وأشار الأب فلتس إلى أن الشرع استقبلهم بطريقة “جيدة جداً” وأظهر رغبة حقيقية في التغيير، معبراً عن التزامه بكلمته ورغبته في بناء سوريا جديدة خالية من الظلم والفساد.

ولفت إلى أن الشرع أكد له اهتمامه البالغ بالوجود المسيحي في سوريا، معتبراً أن المسيحيين ليسوا أقلية بل جزءاً أساسياً من الشعب السوري، وهو ما يتطلب توفير بيئة آمنة لهم واستعادة دورهم في المجتمع.

تغيير إيجابي

وأوضح الأب فلتس أن سوريا شهدت تحولاً ملموساً في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أن التغييرات التي طرأت على البلاد خلال شهر واحد فقط كانت “إيجابية”. مشيرا الى أنه لا يمكن لأي شخص أن يزور سوريا حالياً إلا ويشعر بالتغيير الجذري في الأوضاع، حيث اختفت الحواجز العسكرية في الشوارع، وعادت الحياة الطبيعية للناس الذين بدوا “سعداء ومرتاحين”.

وأشار الأب فلتس إلى أن الشرع شدد على ضرورة إجراء إحصاء شامل للسكان، مؤكداً أن هذا الأمر سيأخذ وقتاً طويلاً بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالبلاد جراء سنوات الحرب، معترفاً في الوقت نفسه بوجود مشاكل هيكلية شديدة مثل “انعدام السجلات الحكومية”. وقال إن العدد الفعلي للمسيحيين في سوريا غير معروف بدقة، خاصةً بعد موجة الهجرة التي شهدتها البلاد منذ بدء النزاع.

إعادة بناء سوريا: أولوية للشرع

أوضح الأب فلتس أن الشرع اتخذ قرارات هامة على طريق إعادة بناء البلاد، أبرزها قراره بإعادة المدارس التي تم تأميمها منذ عام 1967 إلى الكنائس. وأضاف أن هذه الخطوة تمثل بداية لتغيير حقيقي نحو تعزيز دور الكنائس في تقديم خدمات تعليمية وطبية في ظل الوضع الصعب الذي تمر به سوريا.

وتطرق فلتس إلى أن أحد المواضيع الأكثر جدلاً كان المخاوف من الحكم الإسلامي والتطرف، حيث أكد الشرع أن سوريا يجب أن تبقى وطن الجميع، ولا مكان فيها للتطرف أو الاستبداد، مشيراً إلى أهمية تعزيز الوحدة بين مكونات الشعب السوري كافة من مسلمين ومسيحيين ودروز. كما أكد على ضرورة أن يكون النظام السياسي القادم في سوريا عادلاً ويشمل جميع الأطياف.

ولفت الأب فلتس إلى أن الحكومة السورية الجديدة بقيادة الشرع بدأت بالفعل في معالجة التحديات الداخلية الكبيرة، مثل الفساد والمعارضة السياسية، مع تأكيده على ضرورة منح الإدارة الجديدة الوقت الكافي لتحقيق أهدافها. كما أعرب عن تفاؤله بشأن التصريحات التي أدلى بها الشرع بخصوص الأوضاع الأمنية، مؤكداً أن هناك تحسناً واضحاً على الأرض، مما يعكس رغبة قوية لدى القيادة الجديدة في إعادة بناء سوريا وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.

من جهته، عبّر الأب فلتس عن دعمه لجهود العودة الطوعية للمسيحيين السوريين إلى بلادهم، حيث أكد أن الكثير من السوريين في المهجر سيتحركون للعودة في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن العديد منهم قد أسسوا حياة جديدة في دول أخرى مثل مصر.

تحديات سوريا

وفي ختام حديثه، شدد الأب فلتس على أن الوضع في سوريا لا يزال معقداً، فالأوضاع الاقتصادية والمجتمعية تحتاج إلى جهود هائلة من جميع الأطراف المحلية والدولية لتحقيق الاستقرار. ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا، إلا أن الأب فلتس أعرب عن تفاؤله بما يمكن أن تحققه الإدارة الجديدة، مطالباً المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم لضمان عودة الاستقرار والازدهار للبلاد.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه سوريا جراء سنوات الحرب والدمار، إلا أن زيارة الأب إبراهيم فلتس ولقائه مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع كشف عن أجواء إيجابية واهتمام حقيقي بتحقيق تغيير جوهري في البلاد. الشرع يظهر تفاؤلاً ويؤكد ضرورة تحقيق الوحدة والاستقرار السياسي في سوريا، بالإضافة إلى رغبته في دعم الوجود المسيحي وعودة السوريين المهاجرين إلى وطنهم.

المصدر: تريندي نيوز + وسائل إعلام
زر الذهاب إلى الأعلى