أخبار

حكمت الهجري.. شيخ الدروز في سوريا يحدد موعد تسليم السلام للحكومة

أكد الشيخ حكمت الهجري، زعيم طائفة الموحدين الدروز في سوريا، أن عملية تسليم السلاح للإدارة الجديدة تعد خطوة حاسمة نحو تحقيق الاستقرار وإعادة بناء الدولة السورية.

وذكر الهجري في حديثه لقناة “سكاي نيوز عربية” على أهمية ضبط السلاح مستقبلاً، باعتباره أحد الركائز الأساسية لمرحلة إعادة الإعمار.

ووصف الشيخ الهجري ما تعرضت له سوريا خلال العقود الماضية بأنه درس يجب أن يتعلم منه السوريون جميعًا. وأشار إلى أن “السقوط المفاجئ للنظام بدون خسائر يعد معجزة من الله تكريمًا للشعب السوري”. وأضاف أن “عودة الأمور إلى قواعدها الأصيلة تمثل فرصة لتحقيق التغيير الإيجابي الذي طالما انتظره السوريون”.

وأوضح الشيخ الهجري أن التواصل مع الإدارة الجديدة بدأ مباشرة بعد سقوط النظام، مشيرًا إلى أن اللقاءات السابقة كانت إيجابية وأسهمت في وضع الخطوات الأولى لتجاوز المرحلة الانتقالية. وقال: “نحن نسعى بكل جدية للوصول إلى مرحلة بناء الدولة السورية، التي تقوم على أسس العدل والتشاركية”.

فيما يخص تسليم السلاح، أكد الشيخ الهجري أن طائفة الموحدين الدروز ستكون من أوائل الملتزمين بتسليم السلاح للجيش السوري. وقال: “ما زلنا في بداية الطريق، ونأمل أن يتحقق هذا الهدف قريبًا”. وأضاف: “نحن ملتزمون بضبط السلاح في المستقبل، ونسعى لتجاوز مظاهر التسلح في الشوارع، التي لم تعد مبررة في هذه المرحلة”.

وفي رده على سؤال حول مشاركة طائفة الموحدين الدروز في الحوار الوطني، أكد الشيخ الهجري أنهم سيكونون في طليعة المشاركين، مشددًا على أهمية بناء الحوار على أسس التشاركية السورية واحترام كافة الأطياف. وقال: “لابد أن يكون الحوار شاملًا، ويهدف إلى البناء بشكل صحيح لتفادي إعادة الأخطاء السابقة”.

تطرق الشيخ الهجري إلى مسألة الفصائل المسلحة، مشيرًا إلى أنها تعتبر قانونيًا إرهابًا، وأن الطائفة ملتزمة بالقوانين الدولية. وأضاف: “وجهنا الشباب في الفصائل ليكونوا نواة للجيش السوري، ونؤمن بأن ضبط السلاح هو جزء لا يتجزأ من إعادة الاستقرار إلى المحافظة”.

واختتم الشيخ الهجري حديثه بالتأكيد على أهمية التعاون وتبادل الأفكار بين جميع المكونات السورية. وقال: “نحن متفائلون، وكل ما نتمناه هو إيجاد صيغة حوارية تسهم في بناء سوريا الجديدة. علينا أن ننظر للمستقبل برؤية شاملة تعتمد على الحوار والتعاون”.

وتأتي تصريحات الشيخ حكمت الهجري في وقت حاسم من تاريخ سوريا، حيث تسعى البلاد لتجاوز عقود من الصراعات والبدء بمرحلة جديدة من الاستقرار والبناء.

وتعد طائفة الموحدين الدروز إحدى المكونات الرئيسية في النسيج السوري، وتتركز أغلبها في مناطق جبل العرب (محافظة السويداء) جنوب البلاد. ورغم قلة عددها نسبيًا، فإن الطائفة لعبت دور بارز ي حماية مناطقها خلال سنوات الحرب السورية، حيث التزمت بسياسة الحياد النسبي، مع الحفاظ على استقرار المنطقة في ظل الفوضى التي اجتاحت البلاد.

وخلال فترة الصراع، أسست الطائفة مجموعات محلية للدفاع الذاتي، تُعرف بقدرتها على ضبط الأمن وحماية السكان من المخاطر. إلا أن هذه المرحلة جاءت بتحديات عديدة، خاصة مع ظهور الفصائل المسلحة وانتشار السلاح بشكل عشوائي. ومع انتقال سوريا إلى مرحلة السلطة الجديدة، باتت الطائفة تسعى للتكيف مع التغيرات السياسية والمساهمة في بناء سوريا على أسس تشاركية تضمن حقوق جميع المكونات.

المصدر: تريندي نيوز +سكاي نيوز عربية
زر الذهاب إلى الأعلى