الرياض: كاكست تحقق إنجازًا كبيرًا في توطين تقنية الباعث الأزرق وتعزز مستقبل الطاقة المستدامة
نجحت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) في توطين تقنية الباعث الضوئي الأزرق، الذي يُستخدم في صناعة المصابيح الموفرة للطاقة (LED) ذات الكفاءة العالية وجودة الإضاءة المتميزة.
وأدركت “كاكست” الأثر الكبير المتوقع لهذه التقنية في مجالات الطاقة والبيئة والاقتصاد، لذا ركزت على تأسيس القدرات والإمكانات وتأهيل الكفاءات الوطنية لتوطين وتطوير هذه التقنية في السعودية.
وعملت على بناء المختبرات المتخصصة وابتعاث الباحثين، وتعاونت مع البروفيسور شوجي ناكامورا، الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2014، وأسست بالشراكة معه مركز التميز لتطوير تقنيات الإنارة، محققةً إنجازات بارزة في مجال الباعثات الضوئية.
وطورت “كاكست” خبرات متكاملة وتنافسية في هذه التقنية، بدءًا من تصميم الطبقات الكمومية الباعثة للضوء وبنائها بأشباه الموصلات عالية النقاوة. استطاعت تصميم وتصنيع باعثات ضوئية بكفاءة عالية من خلال الغرف النقية في المختبر الوطني، وتقدم خبراتها الاستشارية والتدريبية في هذا المجال للجهات والمصانع المحلية كافة.
فوائد تقنية الباعث الأزرق:
تُسهم مصابيح الباعث الأزرق في انتشار الإضاءة الموفرة للطاقة والصديقة للبيئة، حيث تستهلك طاقة أقل مقارنة بالمصابيح التقليدية، وتتمتع بكفاءة تصل إلى 200 شمعة لكل واط، متجاوزةً المصابيح المتوهجة التي لا تتجاوز 16 شمعة لكل واط. ما يعني أن الباعث الأزرق المستخدم اليوم في المنازل أكفأ بـ100 مرة من المصباح التقليدي.
وساهمت هذه التقنية في انخفاض كبير في التكلفة، حيث بلغ سعرها التنافسي أقل من 1 دولار لكل واط، مما أدى إلى انتشارها الواسع حول العالم وإزاحة تقنيات الإضاءة التقليدية من الأسواق.
وكان لاختراع الباعث الأزرق تأثيرات ضخمة في مجالي الطاقة والاقتصاد، حيث ساهم الاستخدام الواسع لمصابيح الباعث الأزرق في توفير الطاقة، وتحفيز النمو الاقتصادي، وخلق وظائف في مجالات التصنيع والبحث والتركيب والصيانة.
ومن المتوقع أن يتجاوز حجم صناعة الإضاءة بتقنية LED عالميًا خلال 3 سنوات 100 مليار دولار، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 13.5٪، مما يخلق فرص عمل جديدة ويحفز النمو الاقتصادي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التبني الواسع النطاق إلى توفير كبير في التكاليف، حيث تقدر وزارة الطاقة الأمريكية توفير نفقات بنحو 30 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2035.
وتُسهم تقنية الباعث الأزرق في انخفاض استهلاك الطاقة وتقليل انبعاث الحرارة والغازات المسببة للاحتباس الحراري، حيث تقدر وكالة الطاقة الدولية أن مصابيح الباعث الأزرق ستساهم في انخفاض ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1.5 جيجا طن بحلول عام 2030.
كما تساهم في إطالة عمر مصابيح الإنارة، مما يقلل النفايات ويحافظ على الموارد الطبيعية، ويُحسِّن رفاهية الإنسان من خلال التحكم بدرجة حرارة اللون وشدة الإضاءة عبر الإضاءة الذكية، مما يعزز الاستدامة.
وتعتزم “كاكست” الاستفادة من قصة نجاحها في توطين وتطوير تقنية الباعث الأزرق لتوطين وتطوير التقنيات المستقبلية التي يتوقع أن يكون لها أثر كبير وملموس في تحسين جودة حياة الإنسان، وتحقيق مستهدفات المملكة 2030 في الريادة الصناعية والتقنية، وتأهيل الكوادر الوطنية لتكون منافسة عالميًا.