في واقعة أثارت الغضب والدهشة على مواقع التواصل الاجتماعي، أقدم طلاب مصريون على إشعال النار في معلمتهم أثناء درس خصوصي في مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، وذلك ضمن ما أسموه بـ”تريند المدرسين”.
الواقعة، التي انتشرت كالنار في الهشيم عبر فيديو صادم، حوّلت لفتة كان يُفترض أن تعبر عن امتنان الطلاب إلى مشهد كارثي، وسط ضحكات وتشجيع الحاضرين.
“تريند المعلمين”: من التقدير إلى الفوضى
بدأ “تريند المعلمين” في العالم العربي كتعبير لطيف عن تقدير التلاميذ لمعلميهم من خلال تقديم الحلوى والهدايا الرمزية، إلا أنه أخذ منحى مختلفاً في مصر، حيث تبارى الطلاب في تقديم هدايا غير مألوفة مثل الدواجن والبيض والأدوات المنزلية، مما أضاف طابعاً فكاهياً للظاهرة.
لكن هذا المزاح تجاوز حدوده في الشرقية، عندما قرر الطلاب إضرام النار في معلمتهم، ما تسبب بحالة من الغضب الواسع عبر مواقع التواصل، حيث وصف مغردون الفعل بـ”الوحشي”، وطالبوا بإعادة النظر في أخلاقيات وسلوكيات الطلاب داخل المدارس.
تحقيقات وعقوبات.. ولكن!
الإدارة التعليمية في مركز أبو حماد أكدت استقرار حالة المعلمة، وبدأت تحقيقاً عاجلاً في الحادثة. الغريب في الأمر أن العقوبة الأولى طالت المعلمة نفسها، حيث قررت مديرية التعليم خصم 15 يوماً من راتبها بسبب إعطاء درس خصوصي دون تصريح، في مخالفة للوائح.
وشهدت مواقع التواصل عاصفة من التعليقات الغاضبة، حيث وصف كثيرون الواقعة بأنها دليل على “انهيار القيم” و”غياب التربية”. وكتب أحدهم: “تحولت هيبة المعلم إلى مهزلة.. التربية قبل التعليم أصبحت ضرورة”.
وتُبرز هذه الحادثة حاجة ملحة لإصلاح منظومة القيم والسلوكيات داخل المدارس، وسط مطالبات بفرض عقوبات صارمة على المتورطين في مثل هذه الحوادث، وضمان احترام العلاقة بين الطلاب والمعلمين، كي لا تتحول المؤسسات التعليمية إلى بيئات تسودها الفوضى والاستهتار.
