الزائر الأبيض يطرق أبواب المملكة: موجة برد قطبية تضرب السعودية في هذا الموعد!
تستعد المملكة العربية السعودية لاستقبال موجة برد قطبية شديدة البرودة، يتوقع أن تؤثر على مناطق واسعة من البلاد خلال الأيام المقبلة. خبراء الأرصاد الجوية يحذرون من انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، مما قد يؤثر على الحياة اليومية، خاصة مع تزامن هذه الموجة مع الإجازة الفصلية.
أوضح خبير الأرصاد الجوية الدكتور خالد الزعاق أن الأجواء ستشهد دفئًا نسبيًا يومي الأحد والاثنين، تمهيدًا لقدوم موجة قطبية تبدأ مساء الثلاثاء المقبل وتصل ذروتها منتصف الأسبوع. وأشار الزعاق، في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على منصة “إكس”، إلى أن هذه الموجة تعد الرابعة هذا الموسم وتتميز بكونها “هجينة”، حيث تجمع بين برودة “المربعانية” التي تصدر من الأرض وبرودة “الشبط” التي تنبعث من السماء.
وأضاف الزعاق أن الأجواء الباردة ستبدأ فعليًا يوم الخميس المقبل، مع تأكيده على أهمية اتخاذ التدابير اللازمة لتدفئة المنازل وتقليل أثر البرودة، مشددًا على تهوية المنازل خلال النهار قبل الموجة، وإغلاق النوافذ والأبواب بإحكام عند بدايتها لتجنب تسرب البرودة.
من جانبه، توقع الباحث في الطقس وعضو لجنة تسميات المناخية عبدالعزيز الحصيني هطول أمطار متفرقة وخفيفة خلال الـ24 ساعة المقبلة، تشمل مناطق مثل الرياض، والشمالية، والصمان، والباحة، وعسير، وجنوب مكة المكرمة، وتمتد إلى دولة الكويت. وأشار الحصيني عبر حسابه على “إكس” إلى احتمالية نشاط رياح متوسطة إلى شبه قوية في وسط وشرق المملكة، مع تحذير من موجة برد قطبية المنشأ قد تؤثر على مختلف المناطق.
بدوره، أكد المركز الوطني للأرصاد في تقريره اليومي عن حالة الطقس انخفاضًا في درجات الحرارة في مناطق تبوك، والجوف، وحائل، والحدود الشمالية. كما أشار التقرير إلى استمرار الفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة على أجزاء من جازان، وعسير، والباحة، ومكة المكرمة. كما حذر من احتمال تكون الضباب في بعض المناطق، مع توقع تشكل السحب الرعدية الممطرة التي قد تكون مسبوقة برياح مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من المدينة المنورة، والقصيم، والرياض، والأجزاء الشمالية من المنطقة الشرقية.
تأتي هذه التحذيرات في وقت يستعد فيه المواطنون السعوديون والمقيمون لمواجهة تداعيات هذه الموجة القطبية التي قد تؤثر على النشاطات اليومية والاجتماعية والاقتصادية. وشدد خبراء الطقس على أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان السلامة، سواء على الطرق أو داخل المنازل، والتأكد من متابعة التحديثات الصادرة عن الجهات المختصة.
تجدر الإشارة إلى أن المملكة شهدت في تاريخها الحديث موجات برد قاسية، كان أبرزها في شتاء عام 1989، حيث بلغت درجات الحرارة حينها 16 درجة تحت الصفر في بعض المناطق.
مع اقتراب الموجة الجديدة، تظل الأنظار متجهة نحو الأجواء المرتقبة، فيما يعوّل الجميع على تعاون المواطنين مع الإرشادات الصادرة لضمان تخطي هذه الفترة الباردة بأقل الأضرار الممكنة.