تصعيد جديد: الحوثيون يستهدفون تل أبيب بالصواريخ ونتنياهو يتوعد بضربات موجعة
في تصعيد جديد يشير إلى تعقيدات الصراع في المنطقة، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) اليوم عن تنفيذها سلسلة هجمات صاروخية وبالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، تزامناً مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأكدت الجماعة في بيان للمتحدث العسكري يحيى سريع، أن الهجمات تأتي في إطار دعمها للمقاومة الفلسطينية، مما أحدث حالة من الذعر في أوساط الإسرائيليين، مع تباين ردود الفعل الشعبية والسياسية حول تأثير هذه العمليات.
وكان فجر اليوم، قد أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلقته جماعة الحوثي من اليمن قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية، وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بأن 20 شخصاً أصيبوا جراء التدافع أثناء الهروب إلى الملاجئ بعد إطلاق صفارات الإنذار في مناطق مختلفة من وسط وجنوب إسرائيل.
من جانبه، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، إن الجماعة نفذت عملية عسكرية بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع “فلسطين 2″، استهدفت هدفاً عسكريًا إسرائيلياً في منطقة يافا، مؤكداً أن العملية “حققت أهدافها بنجاح”.
كما أعلن عن تنفيذ عمليتين إضافيتين استهدفتا عسقلان ويافا، بينما قال جيش الاحتلال إنه اعترض مسيّرة حوثية كانت في طريقها إلى الداخل الإسرائيلي.
تباين ردود الفعل
الهجمات أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث عبر الناشط حميد على حسابه عن دعمه للعمليات العسكرية الحوثية قائلًا: “مواقف اليمن ثابتة ورسالتها واضحة.. فلسطين ستبقى في قلب كل حر”. بينما اعتبر مراد أن هذه العمليات “تؤكد عدم التراجع عن الموقف المساند لغزة”.
على الجانب الآخر، أشار نور الدين إلى أن الهجمات قد تساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على “إطالة أمد الحرب وكسب الوقت سياسيًا”، فيما اعتبرت حنين أن الهجمات “تخدم إسرائيل عبر تبرير ضرب اليمن وتدميره”.
في المقابل ورداً على الهجمات، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتوجيه “ضربات موجعة” ضد الحوثيين، متوعداً باغتيال قادة الجماعة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جماعة الحوثي أطلقت أكثر من 200 صاروخ و170 مسيّرة ضد أهداف إسرائيلية منذ بدء عملياتها.
إضافة إلى ذلك، أصدرت الحكومة الإسرائيلية تعليمات لبعثاتها الدبلوماسية في أوروبا لدفع نحو تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية.
وبحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”، يعكس تصاعد هجمات الحوثيين تحول الجماعة إلى أحد أبرز اللاعبين الإقليميين المدعومين من إيران في مواجهة إسرائيل، خصوصًا بعد تراجع دور حزب الله وضعف حركة حماس، وسقوط نظام بشار الأسد.
وسط هذه التطورات، تتزايد المخاوف من توسع دائرة الصراع الإقليمي في ظل تصاعد الهجمات المتبادلة، فيما يستمر العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، الذي أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع بشكل غير مسبوق.