قسد تعلن استعدادها للانضمام للجيش السوري وسط تصعيد الاتهامات مع الخوذ البيضاء
شهدت الساحة السورية تطورات متسارعة تشير الى تعقيد المشهد السياسي والعسكري، فقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عبر المتحدث باسمها فرهاد شامي، عن استعدادها للانضمام إلى “الجيش السوري الجديد”، لكن ذلك مشروط بمناقشات معمّقة، في الوقت نفسه، تصاعدت اتهامات متبادلة بينها وبين مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، مما أضاف بعدًا جديدًا للصراع الداخلي.
وفي التفاصيل، قال فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لقوات قسد، في حديث بثته قناة “سكاي نيوز عربية“: “نحن مستعدون للانضمام إلى الجيش السوري الجديد، لكن هذا الأمر يتطلب نقاشات جادة”.
كما أشار إلى استعداد القوات لخوض أي حرب مهما كان الثمن، مع تأكيد جاهزيتها للخيار الدبلوماسي.
وأضاف شامي أن قسد تُعتبر عقبة رئيسية أمام الطموحات التركية في سوريا، متهماً أنقرة بمحاولة السيطرة على مزيد من الأراضي السورية واستغلال الفراغ في السلطة بدمشق لتمرير “سياسات استعمارية”.
هجوم متبادل مع الخوذ البيضاء
في المقابل، فنّد رائد الصالح، مدير مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، تصريحات فرهاد شامي، واصفاً إياها بأنها “تضليلية وزائفة”.
واتهم قسد باتباع نهج يتماشى مع أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار السوري وتعميق الانقسامات.
وأشار الصالح في منشور عبر منصة “إكس” إلى أن تصريحات شامي تُعيد للأذهان ممارسات نظام الأسد وروسيا لتشويه سمعة الخوذ البيضاء، داعيًا قسد إلى تقديم اعتذار رسمي والكف عن مثل هذه الادعاءات التي لا تخدم المصلحة الوطنية.
كما استنكر الصالح ما وصفه بمحاولات إثارة النعرات العرقية والتهديد بوحدة الأراضي السورية، مؤكدًا أن السوريين اليوم بحاجة إلى تعزيز الوحدة الوطنية وبناء جسور التواصل بين جميع مكونات المجتمع.
حرب إعلامية متصاعدة
من جهة أخرى، تداولت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، مثل جريدة “الوطن” والإعلامي الحربي رضا الباشا، ادعاءات تزعم استيلاء الخوذ البيضاء على مراكز فوج إطفاء دمشق.
وقد نفى الصالح هذه المزاعم بشدة، معتبرًا أنها جزء من حملة تشويه ممنهجة تستهدف مؤسسة الدفاع المدني التي تعمل منذ عقد على إنقاذ الأرواح وتقديم الدعم للسوريين.
وسط هذه التطورات، يبرز تعقيد المشهد السوري، حيث تتشابك المصالح الداخلية والخارجية. فبين استعداد قسد للاندماج في الجيش السوري الجديد، وتصعيد الاتهامات بينها وبين الخوذ البيضاء، تظل وحدة الأراضي السورية واستقرارها هدفاً يحتاج إلى توافق وطني ودعم دولي لتحقيقه.