أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الثلاثاء، بأن الرحلات الجوية الإيرانية إلى سوريا ستظل معلّقة حتى أواخر يناير/كانون الثاني المقبل، وذلك في أعقاب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الوثيق لطهران.
وكان حكم الأسد الذي استمر 24 عاماً قد أعلن انتهائه فجر الثامن من ديسمبر/كانون الأول، بعد هجوم خاطف شنّته فصائل المعارضة التي سيطرت تباعًا على مساحات واسعة في البلاد، وصولاً إلى العاصمة دمشق.
وأعلنت المعارضة إسقاط النظام بعد 11 يومًا من العمليات العسكرية، فيما فرّ الأسد إلى موسكو، لتطوى بذلك صفحة حكم عائلة الأسد المستمر لأكثر من نصف قرن.
تعليق الرحلات الجوية
رئيس منظمة الطيران المدني الإيراني، حسين بورفرزانة، صرح لوكالة “إيسنا” بأن استئناف الرحلات إلى سوريا يتطلب “تصاريح دخول وقبول” من الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن الرحلات ستبقى معلّقة حتى 22 يناير على الأقل، أي بعد عطلة رأس السنة الميلادية.
وأضاف بورفرزانة: “لا يُسمح حاليًا بإجراء أي رحلات إلى سوريا، لكننا ننتظر التطورات لتحديد الخطوات المقبلة”. ولم يُحدّد بدقة تاريخ إيقاف الرحلات الجوية الإيرانية إلى سوريا.
ومنذ سقوط الأسد، غادر آلاف الإيرانيين سوريا، بينما تعرّضت السفارة الإيرانية في دمشق لأعمال تخريب.
وفي الجانب السياسي، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية اليوم أن محادثات دبلوماسية جارية لإعادة فتح السفارتين في دمشق وطهران، في ظل غياب التواصل المباشر مع القيادة السورية الجديدة.
كما أكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، دعم إيران لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، مشيرًا إلى ضرورة أن يقرر الشعب السوري مستقبله بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.
وأضاف بقائي: “سوريا يجب ألا تتحول إلى ملاذ آمن للإرهاب، ونحن نراقب التطورات بحذر دون أن يكون لدينا اتصال مباشر مع القيادة الجديدة”.
يشار إلى أن نظام الأسد كان يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني والروسي، بالإضافة إلى المجموعات المسلحة المؤيدة له، خصوصاً “حزب الله”. إلا أن سقوط النظام ألقى بظلاله على التحالفات الإقليمية، في وقت تخوض فيه إيران نقاشات دبلوماسية لإعادة بناء نفوذها في سوريا وسط مشهد جديد يتشكّل بعد أكثر من عقد من الحرب التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون سوري وشرّدت الملايين.
