شهد مؤشر ثقة المستهلك الأميركي تراجعًا مفاجئًا في ديسمبر، مسجلاً 104.7 نقطة مقابل 112.8 نقطة في نوفمبر، وذلك في وقت حساس قبيل تولي دونالد ترامب رئاسة البلاد. هذا التراجع يعكس مخاوف واسعة بين الأميركيين من تأثير الرسوم الجمركية التي وعد ترامب بفرضها على البضائع المستوردة. وأظهر الاستطلاع الأخير لمؤسسة “كونفرنس بورد” أن 46% من المستهلكين يتوقعون أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى رفع تكاليف المعيشة، في حين توقع 21% أن تسهم هذه الرسوم في زيادة فرص العمل داخل الولايات المتحدة.
العديد من خبراء الاقتصاد يعتقدون أن هذه السياسة قد تؤثر سلبًا على الأسعار، مما يعكس حالة من القلق بين الطبقة الوسطى التي تعتمد على الاستيراد لتلبية احتياجاتها اليومية. ورغم أن ترامب أصر على أن الرسوم الجمركية ستكون لها “أثر إيجابي” على الاقتصاد الأميركي، فقد عززت هذه التوقعات حالة من التشاؤم بشأن المستقبل القريب.
في المقابل، تتوقع مؤسسة “كونفرنس بورد” أن يشهد العام 2025 تحسنًا في الثقة الاقتصادية مع تراجع المخاوف المرتبطة بالسياسات الاقتصادية الجديدة. وقال أورين كلاشكين، الخبير الاقتصادي في “نايشن وايد”، إن هذه التقلبات في الثقة قد تكون مؤقتة، خاصة مع احتمال تحسن الوضع الاقتصادي مع بداية العام المقبل.
تجدر الإشارة إلى أن القضايا الاقتصادية كانت في قلب الحملة الانتخابية لترامب، حيث ركز على محاربة الهجرة وتخفيض كلفة المعيشة عبر فرض رسوم جمركية. في المقابل، أكد معارضوه على أن هذه الرسوم قد تؤدي إلى نتائج عكسية على الاقتصاد الأميركي.
على الرغم من الانتقادات والقلق من السياسات الجديدة، تظل الآمال في تحسين الوضع الاقتصادي قائمة، في وقت تقترب فيه الولايات المتحدة من بداية مرحلة سياسية جديدة تحت قيادة الرئيس ترامب.
