إسرائيل تعتزم تنفيذ ضربة مزدوجة ضد الحوثيين وإيران بعد تصعيد الهجمات الصاروخية على تل أبيب
في تصعيد غير مسبوق، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الأحد أن الحوثيين في اليمن يتمتعون بحرية تحرك غير محدودة، وهو ما يثير قلق الأجهزة الأمنية في تل أبيب، ويؤكد على تزايد التهديدات القادمة من اليمن.
الصحيفة أضافت أن الحوثيين تمكنوا من تنفيذ هجمات متقدمة ضد أهداف في إسرائيل، مستفيدين من الدعم الإيراني الواسع الذي يشمل المال، العتاد، والخبرات العسكرية، بالإضافة إلى دعم تقني يشمل توجيه الصواريخ. هذا الدعم الإيراني أصبح واضحاً مع ظهور تقنيات متقدمة في الصواريخ التي استخدمها الحوثيون، ما سمح لها باختراق منظومات الدفاع الإسرائيلية المتطورة.
من جانبها، أكدت مصادر سياسية في تل أبيب نقلت عنها الشرق الأوسط، أن التحقيقات الداخلية في الجيش الإسرائيلي أظهرت أن الصواريخ الحوثية الأخيرة تميزت بتقنيات جديدة تزيد من فعاليتها وتطيل فترة تحليقها، ما يصعّب اعتراضها بواسطة منظومة “حيتس” الدفاعية. ورغم أن المنظومة تمكنت من اعتراض بعض الصواريخ جزئياً، فإنها فشلت في إسقاطها بالكامل، مما أدى إلى سقوطها في مناطق سكنية في تل أبيب ويافا.
حزام ناري حول إسرائيل
وفي إطار التحقيقات والتحليلات، أشار الخبير في الشؤون الإيرانية، روعي كهنوفتش، إلى أن إيران رغم تلقيها ضربات قاسية من خلال ضعف أذرعها الإقليمية مثل حماس وحزب الله، تواصل استخدام الحوثيين كأداة لاستعراض قوتها الإقليمية.
وأكد كهنوفتش أن إيران ترفض التراجع عن خططها العقائدية وتصر على مواصلة دعم الحوثيين بهجمات صاروخية على إسرائيل، مما يشير إلى أن الهجمات على تل أبيب قد تستمر في المستقبل.
وفي ظل هذا التصعيد، كشفت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب تقوم حالياً بجهود مكثفة لإقناع الإدارة الأميركية بوضع خطة عسكرية مشتركة تستهدف الحوثيين في اليمن وإيران في الوقت ذاته. وبحسب هذه المصادر، فإن الهجمات المتكررة من الحوثيين، التي شملت إطلاق 200 صاروخ و171 طائرة مسيّرة على إسرائيل منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، تمثل تهديداً استراتيجياً كبيراً ليس فقط لإسرائيل ولكن للمنطقة بأسرها.
كما أضافت المصادر أن إسرائيل ترى في هذه الهجمات تحدياً واضحاً لقوتها الاستراتيجية، وتهديداً لحركة الملاحة في البحر الأحمر، والتي تعتبر ممرًا حيويًا للتجارة الدولية. وبالتالي، تعتقد إسرائيل أن أي تحرك عسكري ضد الحوثيين يجب أن يكون بالتعاون مع الإدارة الأميركية والتحالف الدولي بهدف إسقاط النظام الحوثي، وهو ما سيكون له تأثير كبير على تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة.
ضرورة تغيير النهج العسكري
في الوقت نفسه، يرى الباحث داني سترينوفيتش، الذي عمل في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، أن الهجمات العسكرية على البنية التحتية للحوثيين لم تحقق الأهداف المرجوة في إيقاف النار من اليمن.
ويؤكد أن الاستراتيجية الحالية لن تؤدي إلى تغييرات جوهرية، بل ينبغي أن تشمل حملة عسكرية طويلة الأمد تستهدف القيادة الحوثية وقطع الدعم الإيراني.
ويضيف سترينوفيتش أن التركيز يجب أن يكون على تدمير قدرات الحوثيين على إنتاج وإطلاق الأسلحة، بالإضافة إلى العمل على تقويض الدعم الإيراني الذي يعزز من قدرة الحوثيين على مواصلة تهديداتهم.
بعد فشل مخاولات اسرائيل السابقة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، من الواضح أنها تتجه نحو تنسيق حملة عسكرية دولية مستمرة ضد الحوثيين، بهدف تعطيل قدراتهم على تهديد إسرائيل والملاحة الدولية.
ومع استمرار تصعيد الهجمات من قبل الحوثيين، فإن الأيام القادمة قد تشهد تحولات دراماتيكية في الصراع الإقليمي، خاصة إذا تم تنفيذ خطة الضربة المزدوجة التي تدعو إليها إسرائيل ضد الحوثيين وإيران.