شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا في جلسة الجمعة، حيث صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 6 سنتات لتصل إلى 72.94 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 8 سنتات لتصل إلى 69.46 دولارًا للبرميل. ورغم هذا الارتفاع، سجل الخامان انخفاضًا أسبوعيًا بنسبة 2.5%، مما يعكس تقلبات السوق المستمرة.
تأثير الدولار والتضخم الأمريكي
تراجع الدولار الأمريكي عن أعلى مستوياته في عامين، بعد أن أظهرت بيانات تباطؤًا في التضخم بالولايات المتحدة. هذا التباطؤ قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة، مما قد يحفز النمو الاقتصادي ويزيد من الطلب على النفط. من جهة أخرى، يؤدي انخفاض الدولار إلى جعل النفط أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما قد يدعم الطلب العالمي.
توقعات الطلب من الصين
أشارت مؤسسة الصين للبترول والكيماويات (سينوبك) إلى أن واردات الصين من النفط الخام قد تبلغ ذروتها في عام 2025، مع توقع وصول استهلاك البلاد من النفط إلى ذروته بحلول عام 2027. يُعزى ذلك إلى ضعف الطلب على الديزل والبنزين، مما قد يؤثر على التوازن بين العرض والطلب في الأسواق العالمية.
تحديات تحالف أوبك+
يواجه تحالف أوبك+ تحديات في ضبط الإمدادات لرفع الأسعار وتهدئة تقلبات السوق، خاصة مع المراجعات المستمرة لتوقعات نمو الطلب. وقد خفض التحالف توقعاته لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2024 للشهر الخامس على التوالي، مما يشير إلى مخاوف بشأن فائض الإمدادات.
توقعات البنوك والمؤسسات المالية
توقع بنك جيه بي مورجان أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 73 دولارًا للبرميل في عام 2025، مع احتمال تراجعه إلى أقل من 70 دولارًا بسبب فائض الإمدادات المتوقع. كما أشار البنك إلى أن سوق النفط قد يشهد فائضًا قدره 1.2 مليون برميل يوميًا في عام 2025، مع زيادة الإمدادات من خارج تحالف أوبك+ بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا.
من جانبه، توقع بنك أوف أمريكا أن يصل متوسط سعر خام برنت إلى 65 دولارًا للبرميل في عام 2025، انخفاضًا من نحو 80 دولارًا هذا العام، مشيرًا إلى تأثير زيادة الإنتاج من خارج أوبك+ على الأسعار.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على السوق
أشارت تقارير إلى أن مجموعة السبع تدرس سبل تشديد فرض سقف الأسعار على النفط الروسي، مثل فرض حظر تام أو تقليص سقف السعر. وقد تجاوزت روسيا سقف 60 دولارًا للبرميل الذي فرض عليها في عام 2022 بواسطة “أسطول الظل” من السفن، مما دفع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى فرض مزيد من العقوبات في الأيام القليلة الماضية.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن سوق النفط سيظل متقلبًا في المستقبل القريب، مع توقعات بتراجع الأسعار في عام 2025 نتيجة فائض الإمدادات وضعف نمو الطلب. سيكون على المنتجين والمستثمرين مراقبة التطورات الاقتصادية والجيوسياسية عن كثب لاتخاذ القرارات المناسبة في هذا السياق الديناميكي.
