أنظار نتنياهو تتجه نحو إيران بعد غزة ولبنان وسوريا
مع تصاعد التوترات الإقليمية، يتأهب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوجيه جل اهتمامه نحو مواجهة التهديدات التي تمثلها إيران وبرنامجها النووي والصاروخي. في الوقت نفسه، لا تزال التطورات في غزة وسوريا تعيد تشكيل المشهد الإقليمي، مما يضع نتنياهو أمام تحديات استراتيجية قد تحدد إرثه السياسي.
إيران بين التهديد والتفاوض
وفقًا لتقارير نقلتها وكالة “رويترز”، تواجه إيران خيارات صعبة تتعلق بمستقبل برنامجها النووي.
يقول يوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية: “إيران معرضة لهجوم إسرائيلي محتمل يستهدف بنيتها النووية، لكن ذلك لن يقضي على النفوذ الإيراني في المنطقة”.
المحلل غسان الخطيب يشير إلى أن إيران قد تضطر للتجاوب مع المفاوضات لتجنب عقوبات مشددة وهجوم عسكري مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأضاف أن القيادة الإيرانية قد تظهر براغماتية كما فعلت في الماضي للتوصل إلى تفاهم دولي حول برنامجها النووي.
غزة: هدنة محتملة وصراع ممتد
فيما يتعلق بغزة، تشير مصادر مطلعة إلى أن نتنياهو قد يوافق على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع “حماس”، لإنهاء الحرب المستمرة منذ 14 شهرًا، وتأمين الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
لكن السيطرة العسكرية الإسرائيلية على القطاع قد تستمر في غياب خطة أميركية تتيح نقل السلطة إلى الفلسطينيين، وهو ما يرفضه نتنياهو بشدة.
يقول الخطيب: “إسرائيل لن تغادر غزة عسكريًا، لأنها ترى في ذلك خطرًا يعيد تنظيم حماس، ما يعني أن السيطرة ستظل خيارها الوحيد لحماية مكتسباتها”.
سوريا على مفترق طرق
في شمال الحدود الإسرائيلية، تعيش سوريا مرحلة جديدة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد على يد “هيئة تحرير الشام”. أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، زعيم الهيئة، يواجه تحديات هائلة في توحيد البلاد وإعادة الاستقرار.
يقول هيلترمان: “إذا ركزت الهيئة على بناء وطنية سورية جامعة، قد يكون هناك أمل، أما إذا عادت للأيديولوجية المتشددة، فسوف تواجه البلاد انقسامات أعمق”.
ومع استمرار محاكمته بتهم الفساد، يظل نتنياهو متمسكًا بسياساته القائمة على منع قيام دولة فلسطينية والحفاظ على السيطرة على الأراضي المحتلة. ويرى مراقبون أن هذا النهج يعزز الوضع الراهن ويجعل حلم الدولة الفلسطينية أكثر بعدًا.
على الرغم من الانتقادات الدولية، يبقى نتنياهو مستعدًا لاتخاذ خطوات جريئة، سواء في إيران أو غزة، لضمان أمن إسرائيل وتحقيق مكاسب سياسية تعزز إرثه كرجل حسم القضايا الاستراتيجية في أكثر لحظات المنطقة تعقيدًا.