أخبار

السوريون يحتشدون في ساحة الأمويين بقلب دمشق.. والاستعداد لحوار وطني شامل

توافد آلاف السوريين اليوم الجمعة إلى ساحة الأمويين في قلب العاصمة دمشق للاحتفال بإسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وانتصار الثورة السورية، في فعالية أطلق عليها “مهرجان التحرير”.

وتأتي هذه الاحتفالات بعد أسبوع من الفرح الذي عمّ المدن السورية في أعقاب سقوط النظام، حيث خرجت حشود ضخمة في مدن مثل حمص، حماة، حلب، والسويداء، رافعين العلم السوري الجديد.

وفي مشهد رمزي بمحيط المسجد الأموي، تجمع الآلاف لأداء صلاة الجمعة الثانية بعد سقوط النظام. وأقدم مجموعة من المحتفلين على إزالة اسم الرئيس الأسبق حافظ الأسد من لوحة حجرية كانت مثبتة على جدار المسجد، في إشارة إلى طي صفحة الحكم الدكتاتوري في تاريخ البلاد.

الاحتفالات التي تتزامن مع ذكرى المظاهرات الحاشدة أيام الجمعة خلال الثورة السورية التي انطلقت عام 2011، تعكس روح الوحدة بين السوريين الذين هتفوا من أجل الحرية واستعادة وطنهم.

         

حوار وطني شامل
في موازاة الاحتفالات الشعبية، نقلت الأناضول عن مصادر استعداد الإدارة السورية الجديدة لإطلاق حوار وطني شامل خلال الأيام المقبلة، بهدف رسم ملامح المرحلة الانتقالية وإدارة شؤون البلاد.

وذكرت المصادر أن الاجتماع المرتقب سيشهد حضوراً واسعاً لمختلف الهيئات وممثلي الشعب السوري، بما يشمل التجمعات السياسية، منظمات المجتمع المدني، الكفاءات العلمية، المستقلين، وممثلين عن الفصائل العسكرية للثورة.

وأكد القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، أهمية تحقيق الوحدة بين جميع مكونات الشعب السوري، مشدداً على أن المرحلة المقبلة ستقوم على دستور جديد وقوانين تضمن العدالة والمساواة للجميع.

حراك دولي داعم
وفي إطار الدعم الدولي للتحول الديمقراطي في سوريا، وصل إلى دمشق وفد أميركي يضم ثلاثة دبلوماسيين بارزين. والتقى الوفد بممثلين عن المجتمع المدني السوري ونشطاء وأعضاء من الجاليات المختلفة، لمناقشة تطلعاتهم المستقبلية وكيفية دعم الولايات المتحدة للمرحلة الانتقالية.

مع تصاعد التفاؤل الشعبي والدعم الدولي، تدخل سوريا حقبة جديدة مليئة بالتحديات والفرص، حيث يترقب الجميع نتائج الحوار الوطني ورؤية الإدارة الجديدة لبلد أكثر حرية وعدالة.

تعيين أول إمرأة في الحكومة

في خطوة لافتة تُبرز أهمية دور المرأة في سوريا الجديدة، أعلنت إدارة الشؤون السياسية التابعة لحكومة تصريف الأعمال السورية -اليوم الجمعة- تعيين الناشطة عائشة الدبس مسؤولة عن مكتب شؤون المرأة، لتصبح بذلك أول سيدة تشغل منصباً رسمياً في الإدارة السورية الجديدة.

وأكدت الإدارة عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أن مكتب شؤون المرأة سيُعنى بقضايا المرأة السورية من النواحي الحقوقية، الاجتماعية، الثقافية، والسياسية. كما نشرت صورة لعائشة الدبس مرفقة برقم هاتف المكتب لتسهيل التواصل مع الجهات المعنية.

يأتي هذا التعيين بعد جدل أثارته تصريحات عبيدة أرناؤوط، المتحدث الرسمي للإدارة السياسية، حول دور المرأة في المجتمع السوري وإشارته إلى عدم قدرتها على شغل مناصب معينة في الدولة، مثل وزارة الدفاع، ما أثار انتقادات واسعة في الأوساط السياسية والاجتماعية.

عائشة الدبس معروفة بنشاطها في المجال المدني والإنساني، حيث عملت سابقاً في “مؤسسة الموهوبين” في إدلب، وأسهمت في تقديم الدعم الإنساني للمقيمين في المخيمات السورية بتركيا. وعقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، أعربت الدبس عبر صفحتها على “فيسبوك” عن إيمانها بأهمية مشاركة النساء في إعادة بناء سوريا واستعادة مكانتها اللائقة.

لطالما كانت المرأة السورية جزءاً لا يتجزأ من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث ساهمت بشكل فاعل في النضال السلمي والحراك المدني، إضافة إلى الدعم الإنساني منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011.

ويُعتبر تعيين عائشة الدبس خطوة رمزية ومؤثرة نحو تمكين المرأة وتعزيز دورها في المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا، الأمر الذي يوضح التوجه نحو مجتمع قائم على المساواة والعدالة.

المصدر: ترندي نيوز
زر الذهاب إلى الأعلى