الشرع يجيب على جدل الحجاب والدستور: الأولوية لإعادة بناء سوريا الممزقة
في تصريح يوضح رؤيته المستقبلية للأوضاع في سوريا، تناول القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، الجدل القائم حول الحجاب وعلاقته بالمجتمع السوري بعد التغيير السياسي.
في لقاء مع شبكة “بي بي سي”، طُرح على الشرع سؤال مباشر حول قلق النساء العلمانيات من احتمال فرض ارتداء الحجاب مستقبلاً. ورد الشرع قائلاً: “المشكلة السورية أعقد بكثير من الحديث عن قضايا شخصية. نحن نتحدث عن شعب تعرض للتهجير القسري، والهروب عبر البحار، والقصف المتكرر بالقنابل والبراميل، وأكثر من 250 هجمة كيميائية استهدفت المدنيين. هناك أولويات ملحة تتعلق بإعادة بناء البلد الممزق قبل الخوض في تفاصيل اجتماعية.”
وأشار الشرع إلى أن القضايا الثقافية والاجتماعية، مثل ارتداء الحجاب، ليست من اختصاص الأفراد وإنما تُناقش في إطار دستوري جامع: “ما يتفق عليه السوريون ضمن قانون ودستور سيشكل الأساس للحكم. نحن كقيادة ملتزمون بتطبيق هذا الدستور وصيانته.”
أثار المحاور قضية أخرى تتعلق بصورة التقطها الشرع مع سيدة، حيث طلب منها تغطية رأسها، مما أثار جدلاً بين مختلف التيارات السورية. ورد الشرع موضحاً: “لم أجبرها على ذلك، لكنه خياري الشخصي فيما يتعلق بالطريقة التي أتصور بها. هذه ليست سياسة عامة أو قانوناً، بل قرار فردي يعكس قناعاتي.”
وفيما يتعلق بمستقبل الدولة السورية، شدد الشرع على أهمية صياغة دستور يمثل الجميع، قائلاً: “لجنة صياغة الدستور هي الجهة المخولة بوضع الأسس القانونية للحكم في البلاد. مهمة الحاكم هي تنفيذ هذا القانون بدقة.”
وأضاف الشرع أن الحديث عن شكل الدولة في سوريا سابق لأوانه قبل استكمال صياغة الدستور، مؤكداً أن الإطاحة بدكتاتورية عمرها 54 عاماً في 11 يوماً كانت بداية الطريق نحو بناء دولة جديدة قائمة على التوافق الوطني.