مستقبل القواعد الروسية في سوريا: انسحابات جزئية وتساؤلات حول الاستراتيجية
أعلن الكرملين، اليوم الاثنين، أن مصير القواعد العسكرية الروسية في سوريا لا يزال قيد النقاش، مشيراً إلى أن الاتصالات مع المسؤولين السوريين مستمرة.
وأكدت الخارجية الروسية أن السفارة الروسية في دمشق تعمل كالمعتاد، مع بقاء السفير ألكسندر يفيموف في العاصمة السورية.
وفي تقرير نشرته وكالة “رويترز”، أفاد أربعة مسؤولين سوريين أن روسيا بدأت بسحب قواتها من خطوط المواجهة في شمال سوريا ومن مواقع في جبال العلويين.
ومع ذلك، أكدت المصادر أن موسكو لم تنسحب من قاعدتيها الرئيسيتين: قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية وقاعدة طرطوس البحرية، اللتين تعدان حجر الأساس لوجودها العسكري في المنطقة.
دور القاعدتين الرئيسيتين:
قاعدة طرطوس البحرية
أنشئت عام 1971 وتعد مركزاً مهماً للإصلاح والإمداد لأسطول البحر المتوسط الروسي. في عام 2017، حصلت موسكو على عقد إيجار مجاني للقاعدة لمدة 49 عاماً، ما عزز أهميتها الإستراتيجية، خاصة خلال التدخل الروسي لدعم النظام السوري.
قاعدة حميميم الجوية
نقطة انطلاق رئيسية للعمليات الروسية في سوريا وشمال أفريقيا، وتظهر صور الأقمار الصناعية وجود طائرتين كبيرتين من طراز “أنتونوف إيه إن-124” في وضع تحميل، حيث غادرت إحداهما إلى ليبيا مؤخراً.
مؤشرات الانسحاب الجزئي
أفادت مصادر عسكرية سورية بأن روسيا قامت بنقل بعض المعدات الثقيلة وضباط كبار إلى مواقع أخرى، إلا أن النشاط العسكري مستمر في القاعدتين. رُصدت طائرات مقاتلة في حظائرها بقاعدة حميميم، كما شوهدت قافلة عسكرية روسية على الطريق السريع الرابط بين حميميم وطرطوس.
تساؤلات حول مستقبل القواعد
أثار سقوط النظام السابق بقيادة بشار الأسد تساؤلات حول مستقبل القواعد الروسية. ورغم أن المعارضة السورية لم تناقش بعد الوجود الروسي في مفاوضاتها، فإنها تؤكد أن أي قرار مستقبلي بشأن القواعد الروسية سيعتمد على التحولات السياسية ودور موسكو في دعم النظام السابق.
أهمية إستراتيجية
تشكل القواعد الروسية في سوريا جزءاً من الإستراتيجية العسكرية العالمية لموسكو، حيث تُعد طرطوس المنشأة الوحيدة التي تقدم الدعم اللوجيستي للبحرية الروسية في البحر المتوسط، بينما تظل حميميم مركزاً رئيسياً للعمليات الجوية.
وأفادت مصادر في المعارضة أن النقاش حول القواعد الروسية سيتطلب دراسة شاملة لواقع سوريا الجديد ودور هذه القواعد في أمن المنطقة.