في تحول تاريخي يشكل نهاية حقبة امتدت لعقود، أعلنت القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا تعليق نشاط الحزب بشكل كامل “حتى إشعار آخر”، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وفراره إلى روسيا.
وجاء في بيان موقّع من الأمين العام المساعد للحزب إبراهيم الحديد، أن القيادة قررت إنهاء تفريغ كافة الأعضاء العاملين وإعادة المعارين إلى وزاراتهم الأصلية.
كما نص البيان على تسليم جميع الآليات والمركبات والأسلحة إلى وزارة الداخلية، مع وضع أموال الحزب وأملاكه تحت إشراف وزارة المالية، وتوجيه ريعها إلى مصرف سوريا المركزي.
كذلك تقرر وضع جامعة الشام الخاصة تحت إشراف وزارة التعليم العالي لضمان استمرارية العمل الأكاديمي.
هذا الإعلان يأتي في أعقاب سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق يوم الأحد، وإعلان “تحرير سوريا” بعد سلسلة هجمات استهدفت حلب، حماة، وحمص.
وفي خطوة رمزية، أُطلقت مئات المعتقلين من السجون التي كانت تحت سيطرة النظام السابق.
وفي تطور لاحق، كُلِّف محمد البشير، رئيس حكومة الإنقاذ العاملة في إدلب، بتشكيل حكومة انتقالية تدير البلاد حتى مارس 2025.
وعقد البشير اجتماعاً مع وزراء النظام السابق لترتيب استلام الملفات الحكومية وتفعيل المؤسسات لتقديم الخدمات للسوريين في المناطق المحررة.
جدير بالذكر أن حزب البعث، الذي تأسس عام 1947، هيمن على السلطة في سوريا منذ انقلاب 1963، لكنه واجه انتكاسة غير مسبوقة مع سقوط النظام. ويعد هذا التحول علامة فارقة في التاريخ السوري، مع بدء مرحلة جديدة مليئة بالتحديات لإعادة بناء الوطن ومؤسساته.
