كشفت مصادر مطلعة لشبكة “سي إن إن” أن طائرة أمريكية من طراز MQ-9 ريبر أُسقطت يوم الاثنين في شمال سوريا عن طريق الخطأ على يد قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.
وأفادت المصادر أن قوات سوريا الديمقراطية اعتقدت أن الطائرة تركية وأطلقت النار عليها، لاعتقادها بأنها تشكل تهديدًا.
ملابسات الحادث:
وقع الحادث في ظل تصاعد حدة الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا.
وتشهد المناطق الكردية في شمال سوريا، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية منذ ما يقارب عقدًا من الزمن، اشتباكات مستمرة في ظل النزاع الإقليمي المتصاعد.
وأشارت المصادر إلى أن اعتقاد قوات سوريا الديمقراطية بأن الطائرة تركية جاء نتيجة للتوترات القائمة مع أنقرة، التي تعتبر وحدات حماية الشعب (YPG)، المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، منظمة إرهابية.
التصعيد العسكري والوساطة الأمريكية:
في الأيام الأخيرة، شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بين الفصائل المدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، مما دفع الولايات المتحدة إلى التدخل دبلوماسيًا لتهدئة الوضع.
وأكد مسؤولون أمريكيون أنهم أجروا اتصالات منتظمة مع نظرائهم الأتراك لحثهم على تخفيف التوتر، وتمكنت واشنطن من التوسط لاتفاق وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء.
وبموجب الاتفاق، وافقت قوات سوريا الديمقراطية على الانسحاب من مدينة منبج، التي كانت خاضعة لسيطرتها، في خطوة تهدف إلى تخفيف حدة التوتر مع تركيا.
تداعيات الحادث:
تسلط هذه الواقعة الضوء على التعقيدات الميدانية في شمال سوريا، حيث تتشابك المصالح الدولية والإقليمية، مما يجعل الوضع شديد الفوضوية. ويشير مراقبون إلى أن إسقاط الطائرة الأمريكية يعكس درجة عدم التنسيق بين الحلفاء في المنطقة، في ظل التوتر المتزايد مع تركيا.
الطائرة MQ-9 ريبر، التي تُستخدم عادةً في مهام المراقبة والهجمات الجوية، تعتبر واحدة من أبرز أدوات المراقبة العسكرية الأمريكية. وسقوطها نتيجة خطأ من قبل حليف يعكس تحديات التنسيق العملياتي بين الولايات المتحدة وشركائها المحليين.
وتعتبر قوات سوريا الديمقراطية أحد الشركاء الأساسيين للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش، حيث ساهمت بشكل كبير في تحرير أجزاء واسعة من سوريا من قبضة التنظيم الإرهابي. ومع ذلك، تواجه هذه القوات معارضة شديدة من تركيا، التي تنظر إلى وجودها كتهديد لأمنها القومي بسبب علاقتها بوحدات حماية الشعب الكردية.
