واشنطن تلوح بتسوية سياسية في اليمن مقابل وقف العمليات في البحر الأحمر
في تطور لافت يعكس تغيراً في المقاربة الأمريكية تجاه الملف اليمني، أعلن السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، أن بلاده تدعم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تنهي الحرب في اليمن، لكنه ربط ذلك بشرط أساسي وهو: وقف العمليات اليمنية في البحر الأحمر.
إشارات لخفض التصعيد.. وقلق من تعقيد المشهد الإقليمي
جاءت تصريحات السفير فاجن عبر تغريدة رسمية، رآها مراقبون بمثابة رسالة أمريكية غير مباشرة تهدف إلى تهدئة التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، بعد فشل الجهود العسكرية في احتواء الهجمات اليمنية التي تُنفّذ دعماً لغزة، والتي زادت من تعقيد المشهد الإقليمي وأثّرت على الملاحة الدولية.
هذه اللهجة الجديدة من واشنطن تعكس رغبة أمريكية في تجنب التصعيد العسكري، خاصة بعد أن دخلت العمليات البحرية شهرها الثاني دون تحقيق نتائج واضحة، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية لإعادة طرح خيار التسوية السياسية كورقة محتملة للخروج من الأزمة.
حراك سعودي متزامن.. وملف السلام يعود للواجهة
التصريحات الأمريكية تزامنت مع تحركات دبلوماسية سعودية نشطة، يقودها السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، الذي عقد عدة لقاءات مع قادة مكونات يمنية موالية للرياض في محاولة لإحياء اتفاق سلام مجمّد منذ عام 2022.
ووفق مصادر دبلوماسية مطلعة، فإن ما يجري حالياً لا يقتصر على مجرد تفاهمات سياسية، بل يمثل محاولة حقيقية لإعادة ترتيب المشهد اليمني عبر تنسيق أمريكي-سعودي، في ظل مخاوف من اتساع رقعة الاشتباكات وتزايد التكاليف الاقتصادية والعسكرية على مختلف الأطراف.
"التسوية الشاملة".. مبادرة أم ورقة ضغط؟
يرى محللون أن الحديث الأمريكي عن "تسوية شاملة" يجب أن يُقرأ في سياق الضغوط العسكرية المحدودة الفاعلية في اليمن، وعودة ملف السلام إلى الطاولة كأداة لإعادة التوازن السياسي، لا سيما بعد فشل التصعيد الأخير في تحقيق أهداف استراتيجية واضحة.
لكن ورغم هذا التحرك، تبقى التساؤلات قائمة:هل تقبل صنعاء بوقف العمليات البحرية بدون ضمانات دولية؟ وهل تملك واشنطن ما يكفي من النفوذ لإنجاح هذه المبادرة؟ أم أن ما يُطرح اليوم ليس سوى محاولة جديدة قد تُلاقي مصير المبادرات السابقة؟
خلاصة، من الواضح أن الولايات المتحدة والسعودية تسعيان لإعادة فتح قنوات الحوار مع الأطراف اليمنية، في وقت بالغ الحساسية إقليمياً. وبين التهدئة العسكرية المحتملة، والرغبة في العودة إلى طاولة المفاوضات، تبقى الكرة في ملعب صنعاء، التي لم تُصدر حتى الآن موقفاً واضحاً من المبادرة الأمريكية.
خبير اقتصادي: العقوبات الأمريكية "أجهزت" على بنك اليمن الدولي.. والبنك في حكم المنتهي