وعود مزيفة بعمرة سريعة... معتمرون مصريون يواجهون صدمة تأشيرات العمرة قبل الحج

شهدت مطارات مصر، وعلى رأسها مطار "سفنكس" الدولي ومطار القاهرة، حالة من الغضب والتوتر خلال الأيام الماضية، بعدما فوجئ مئات المسافرين، أغلبهم معتمرون، بمنعهم من الصعود إلى الطائرات المتجهة نحو السعودية، وذلك في ضوء القرارات التنظيمية الجديدة التي أعلنتها الرياض استعدادًا لموسم الحج 1446هـ (2025م).

وبحسب بيانات رسمية، اقتصرت أعداد المسافرين المسموح لهم بالصعود على متن الطائرات على العشرات فقط، في حين تم منع مئات آخرين بسبب حملهم لتأشيرات عمرة أو ترانزيت لم تعد صالحة بموجب القرارات السعودية الأخيرة، التي دخلت حيز التنفيذ بدءاً من 13 إبريل الجاري.

في واحدة من أكثر الوقائع إثارة للجدل، سمحت إحدى شركات الطيران لـ39 راكبًا فقط بالسفر من أصل 169، بينما تم رفض 130 راكبًا آخرين، ما تسبب في موجة غضب عارمة دفعت بعض الركاب إلى تقديم شكاوى ضد الشركة وكتابة استغاثات على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويأتي ذلك بعدما شددت السلطات السعودية إجراءات دخول المملكة مع اقتراب موسم الحج، وأعلنت رسميًا وقف استقبال حاملي تأشيرات العمرة اعتبارًا من 13 إبريل، وتأشيرات الترانزيت بدءًا من 16 إبريل، ضمن خطة لتنظيم حركة الحجاج ومنع تكرار الفوضى التي شهدها الموسم الماضي، حين تمكن آلاف المخالفين من أداء مناسك الحج بتأشيرات سياحية.

وبحسب وزارة الطيران المدني المصرية، امتدت قرارات المنع لتشمل مطار القاهرة أيضًا، حيث تم منع 174 راكبًا من السفر إلى جدة و104 آخرين على متن رحلة متجهة إلى المدينة المنورة، بينما سجلت رحلات لاحقة منع 264 راكبًا آخرين رغم استيفاء أوراق سفرهم.

من جهتها، أكدت إدارة مطار سفنكس أن حركة السفر والوصول تسير بشكل طبيعي، موضحة أن ما حدث هو تنفيذ مباشر للتعليمات الصادرة عن السلطات السعودية ضمن ترتيبات موسم الحج.

وفي تصريحات خاصة، أوضح أصحاب شركات سياحية أن بعض الوكالات لجأت إلى التحايل عبر إصدار تأشيرات «ترانزيت» بهدف أداء العمرة قبل موسم الحج، إلا أن السعودية شددت العقوبات هذا العام لتصل إلى غرامة 50 ألف ريال وسجن 6 أشهر مع الحرمان من دخول المملكة لمدة 10 سنوات، في حال ضبط أي مخالف يحاول أداء مناسك الحج بتأشيرة غير نظامية.

الجدير ذكره أن هذه المشكلة سلط الضوء على نقص الشفافية، والتكلفة الحقيقية للوعود الغامضة بـ"العمرة السريعة" التي يروج لها عدد من شركات السياحة المصرية بهدف استغلال الراغبين في أداء العمرة.