هل تصبح الرياض عاصمة المياه العالمية؟ السعودية تستعد لاحتضان منتدى المياه 2027 وتتصدر تحلية المياه عالمياً
انطلقت أعمال اللقاء التحضيري الأول للمنتدى العالمي للمياه في العاصمة السعودية الرياض والذي من المقرر في مارس 2027، بمشاركة دولية واسعة.
ويأتي هذا اللقاء بحضور وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه الدكتور عبد العزيز الشيباني، ورئيس المجلس العالمي للمياه لويك فوشون، وعدد من الخبراء والمختصين الدوليين، وذلك لمناقشة التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه قطاع المياه حول العالم.
ويسعى المنتدى إلى تحديد الأولويات العالمية في قضايا المياه، ووضع خطط عملية لمواجهة أزمة ندرة المياه وتعزيز الاستدامة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وخلال اللقاء، استعرض الدكتور عبد العزيز الشيباني النجاحات التي حققتها المملكة في تطوير قطاع المياه، مؤكدًا أن السعودية نفذت سلسلة من الإصلاحات الهيكلية الجذرية ضمن الإستراتيجية الوطنية للمياه، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي أسهمت في تحسين إدارة وتخطيط المياه، وتطوير خدماتها محلياً وعالمياً.
بدوره، أشاد لويك فوشون، رئيس مجلس المياه العالمي، بالتحولات التي تشهدها السعودية، مؤكداً أن السعودية أصبحت اليوم في صدارة الدول المؤثرة بمجال تحلية المياه وإعادة تدويرها وإدارة الطلب عليها.
ووصف فوشون إلى وصف المملكة بأنها "ستكون عاصمة المياه العالمية خلال السنوات المقبلة"، نظراً لدورها الريادي المتصاعد على المستويين الإقليمي والدولي في تعزيز الأمن المائي.
ويُذكر أن السعودية تُعد من أكبر دول العالم في تحلية المياه، حيث بلغ حجم التحلية اليومية نحو 15 مليون متر مكعب، وهو رقم يعادل تقريباً حجم إنتاج البترول العالمي، بحسب تصريح سابق لعبدالله العبدالكريم، رئيس الهيئة السعودية للمياه.
إلى جانب ذلك، أظهرت أحدث بيانات الهيئة العامة للإحصاء أن استهلاك الفرد اليومي من المياه في السعودية انخفض بنسبة 10% خلال عام 2023 ليصل إلى 102 لتر، وهو ما يُعد خطوة هامة في طريق ترشيد الاستهلاك وتعزيز الوعي المائي، فيما ارتفع استهلاك المياه المعاد استخدامها بنسبة 12% مقارنة بالعام السابق.
كما سجل قطاع الزراعة تراجعاً في استخدام المياه الجوفية غير المتجددة بنسبة 7% ليصل إلى 9.3 مليار متر مكعب، في حين استمر التوسع في استخدام المياه المعاد تدويرها لتحقيق التوازن بين الموارد المائية والطلب المتزايد.
وتُعَد هذه الجهود خطوة استراتيجية تمهد الطريق لاستضافة المملكة لمنتدى المياه العالمي في دورته الحادية عشرة عام 2027، حيث تستعد الرياض لاستقبال نخبة من صناع القرار والخبراء لوضع خارطة طريق لمستقبل المياه العالمي.