الذهب يقترب من أعلى مستوياته التاريخية.. هل يكسر حاجز 3000 دولار قريبًا؟
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا يوم الاثنين، متأثرة بضعف الدولار الأمريكي وترقب الأسواق لتقرير التضخم الأمريكي المرتقب في وقت لاحق من هذا الأسبوع. ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 2939.91 دولار للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2954.69 دولار يوم الخميس الماضي. كما استقرت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة عند 2953.30 دولار.
أشار تيم ووترر، كبير المحللين في شركة KCM Trade، إلى أن "البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة في نهاية الأسبوع الماضي أثرت سلبًا على الدولار، مما فتح المجال أمام الذهب للارتفاع". وأضاف: "مع استمرار حالة عدم اليقين في التجارة العالمية، قد يظل الذهب يسعى لتحقيق مستويات قياسية جديدة هذا الأسبوع".
في الأسبوع الماضي، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة خلال الشهر المقبل، مضيفًا الأخشاب والمنتجات الحرجية إلى خططه السابقة لفرض رسوم على السيارات المستوردة، وأشباه الموصلات، والأدوية. هذا التصعيد في السياسات الحمائية أثار مخاوف المستثمرين ودفعهم نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب.
من المتوقع أن يركز المستثمرون هذا الأسبوع على بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، المقياس المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لمتابعة التضخم، والتي ستصدر يوم الجمعة. إذا استمرت الضغوط التضخمية وأجبر ذلك الفيدرالي الأمريكي على الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة، فقد تتراجع جاذبية الذهب باعتباره أصلًا لا يدر عوائد.
في سياق متصل، أظهرت بيانات حديثة ارتفاع معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة إلى 3% في يناير 2025، مقارنة بـ 2.9% في ديسمبر 2024، مما يشير إلى توقف التقدم في كبح التضخم. كما ارتفعت توقعات التضخم على المدى القصير، حيث أظهر تقرير جامعة ميشيغان زيادة في توقعات التضخم لمدة عام واحد إلى 4.3% في فبراير، مقارنة بـ 3.3% في يناير.
على الصعيد الجيوسياسي، تراجع ترامب عن تصريحاته السابقة يوم الجمعة وأقر بأن روسيا غزت أوكرانيا بالفعل، كما أعلن أن كييف ستوقع قريبًا اتفاقًا مع الولايات المتحدة بشأن المعادن، في إطار جهود إنهاء الحرب.
فيما يتعلق بالمعادن الأخرى، ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.4% لتصل إلى 32.65 دولار للأوقية، وصعد البلاتين بنسبة 0.3% ليبلغ 972.68 دولار، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 965.81 دولار.
في السوق المحلية المصرية، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 نحو 4170 جنيهًا، وعيار 24 حوالي 4765 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3574 جنيهًا. يأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع زيادة الأسعار العالمية وتذبذب سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري.
مع استمرار التوترات التجارية العالمية وتصاعد المخاوف التضخمية، يبقى الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين، مع توقعات بمزيد من التقلبات في الأسعار خلال الفترة المقبلة.