هل يمكن أن يكون الغطس في الماء البارد هو السر الجديد لتحسين الصحة؟ هذا هو ما كشفته دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة جنوب أستراليا، والتي تناولت تأثير الغمر في الماء البارد على الصحة والرفاهية. الدراسة، التي شملت 3177 شخصًا عبر 11 دراسة مختلفة، قدمت نتائج مثيرة قد تغير نظرتك لهذا التمرين البارد.
فوائد الغمر في الماء البارد:
من أبرز النتائج التي خلصت إليها الدراسة هو أن الغطس في الماء البارد يمكن أن يُسهم في تقليل التوتر بشكل مؤقت، حيث لاحظ المشاركون تحسنًا طفيفًا في مستويات التوتر بعد التعرض للماء البارد لمدة 20 إلى 90 ثانية. كما أظهرت البيانات أيضًا أن الغمر البارد يمكن أن يساهم في تحسين النوم، ولكن هذه الفوائد كانت مؤقتة واستمرت لفترة لا تتجاوز 12 ساعة فقط.
التأثيرات على المدى البعيد:
وعلى الرغم من الفوائد الصحية القصيرة المدى، أظهرت الدراسة أن الغطس في الماء البارد لا يؤدي إلى تحسن مستمر في الصحة. بعد مرور ثلاثة أشهر من ممارسة هذه العادة، اختفت الفوائد التي كان قد أظهرها المشاركون.
هل الغمر بالماء البارد آمن؟
إحدى المفاجآت التي تطرقت إليها الدراسة هي أن الغمر في الماء البارد قد يتسبب في زيادة مؤقتة في الالتهابات. ومع أن هذا الالتهاب هو استجابة طبيعية من الجسم للبرد، إلا أنه قد يشكل خطرًا على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة. وبالتالي، يجب على هؤلاء الأشخاص توخي الحذر قبل تجربة هذا النوع من الغمر.
الباحثون يدعون إلى مزيد من الدراسات:
تعتبر الباحثة تارا كين من جامعة جنوب أستراليا أن الفوائد الصحية الناتجة عن الغمر في الماء البارد تتوقف مع مرور الوقت. وهي تشير إلى أنه من الضروري إجراء دراسات طويلة المدى لفهم تأثيرات الغمر على الصحة في المستقبل.
ما الذي يجب أن تعرفه قبل الغمر في الماء البارد؟
إذا كنت من محبي الغمر في الماء البارد أو تفكر في تجربته، يجب أن تعرف أن درجات الحرارة المثلى تتراوح بين 10 إلى 15 درجة مئوية، ويجب أن لا يتجاوز التعرض 30 ثانية لكل مرة.
في النهاية، على الرغم من الفوائد القصيرة المدى التي قد تحصل عليها من الغمر في الماء البارد، فإنه ليس الحل السحري لكل مشاكل الصحة. عليك أن تتأكد من استشارة الأطباء إذا كنت تعاني من مشاكل صحية، وأن تراقب تأثيرات هذه الممارسة على صحتك بمرور الوقت.
