كيليان مبابي بين الانتقادات والبدايات الصعبة: هل يكرر نجاح أساطير ريال مدريد؟
منذ انضمامه إلى ريال مدريد في صيف 2023، لم يرتقَ النجم الفرنسي كيليان مبابي إلى مستوى التوقعات العالية التي رافقت وصوله إلى النادي الملكي.
الانتقادات الموجهة إليه تصاعدت مؤخراً، خاصة بعد أدائه الباهت في خسارة الفريق أمام ليفربول بنتيجة 2-0 ضمن الجولة الخامسة لدوري أبطال أوروبا، حيث أهدر مبابي ركلة جزاء كانت ستعيد فريقه إلى أجواء المباراة.
مستويات مبابي مع ريال مدريد تبدو بعيدة عن إمكانياته المعهودة، إذ سجل 10 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين في 19 مباراة بمختلف البطولات. إهداره الفرص السهلة، خصوصاً في مباراة الكلاسيكو ضد برشلونة، جعله هدفاً سهلاً للصحافة الإسبانية، التي لم تتردد في وصفه بأنه خيبة أمل الموسم حتى الآن.
بدايات صعبة تذكّر بأساطير الميرنغي
رغم الانتقادات، يشير العديد من المحللين إلى أن تألق مبابي مع ريال مدريد قد يكون مسألة وقت، مستشهدين بتجارب نجوم كبار عانوا في بداياتهم قبل أن يحققوا نجاحات باهرة مع الفريق.
زين الدين زيدان
في صيف 2001، انضم زيدان إلى ريال مدريد قادماً من يوفنتوس، لكنه واجه صعوبات كبيرة في التأقلم خلال الأشهر الأولى. ورغم ذلك، أصبح أحد أعظم أساطير النادي، قاد الفريق إلى 6 ألقاب، أبرزها دوري أبطال أوروبا موسم 2001-2002، قبل أن يعتزل بقميص الملكي بعد مسيرة حافلة.
كريم بنزيمة
عانى بنزيمة أيضاً في بدايته مع الريال بعد وصوله في 2009 بصفقة كبيرة بلغت 35 مليون يورو. في موسمه الأول، اكتفى بتسجيل 9 أهداف وصناعة 6 أخرى، وظل لسنوات في ظل كريستيانو رونالدو. لكن مع مرور الوقت، تحول إلى قائد لهجوم الفريق وسجل 354 هدفاً، ليصبح ثاني أفضل هداف في تاريخ النادي ويحقق 25 لقباً مع الميرنغي.
لوكا مودريتش
عند انضمامه إلى ريال مدريد في 2012، اختاره عشاق الليغا كواحد من أسوأ التعاقدات في ذلك الموسم. لكن مودريتش تجاوز تلك البداية الصعبة ليصبح أحد أفضل لاعبي الوسط في تاريخ النادي، محققاً 27 لقباً، منها 6 في دوري الأبطال، في مسيرة لا تزال مستمرة.
كاسيميرو
بدأ كاسيميرو مشواره مع ريال مدريد عبر فريق الشباب، قبل أن تتم إعارته إلى بورتو ثم يعود ليجد نفسه في ظل المدرب رافا بينيتيز. ومع قدوم زيدان، أثبت كاسيميرو نفسه كركيزة أساسية، وساهم في تحقيق 4 ألقاب دوري أبطال متتالية ضمن 18 لقباً إجمالياً.
ديفيد بيكهام
على عكس زملائه، لم تكن بداية بيكهام سيئة تماماً، لكنه عانى في المواسم الأولى من فشل الفريق في تحقيق الألقاب. في موسمه الرابع والأخير، نجح أخيراً في الفوز بلقب الدوري الإسباني، وهو إنجاز اعتبره تتويجاً لحلمه مع الميرنغي.
هل يصبر جمهور ريال مدريد؟
رغم أن تألق مبابي مع ريال مدريد يبدو محتملاً بالنظر إلى موهبته وتجارب سابقة، إلا أن جمهور النادي المعروف بطموحه العالي قد لا يتحلى بالصبر الكافي. جماهير الملكي تنتظر من مبابي أداءً استثنائياً يعيد الفريق إلى القمة سريعاً، دون الحاجة لسنوات من الانتظار، كما حدث مع بيكهام أو غيره من النجوم.
مستقبل مبابي مع ريال مدريد لا يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات، فإما أن يُعيد صياغة إرثه كلاعب استثنائي، أو أن يجد نفسه في مواجهة ضغط متزايد قد يقوض فرص نجاحه مع النادي الملكي.