ألوان

كيف يعيد الذكاء الاصطناعي التوليدي تشكيل الأعمال.. الفرص والتحديات التي تواجه الشركات

كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي تعزيز الكفاءة والإيرادات مع إدارة المخاطر في الشركات

 

يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي تحولًا سريعًا في العالم التجاري، حيث يتوقع أن يسهم بشكل كبير في تعزيز الإيرادات، تحسين الكفاءة، وابتكار عملية اتخاذ القرارات. ورغم هذه الإمكانات الواعدة، يظل تطبيق هذه التقنيات عمليًا وتوسيع نطاق الاستفادة منها أمرًا معقدًا.

في معرض الاستهلاكية الإلكترونية في لاس فيغاس، استعرض حنسو هوانغ، رئيس شركة "نفيديا"، أبرز اتجاهات الذكاء الاصطناعي التوليدي لهذا العام، حيث سلط الضوء على فرص التطوير والتحديات المستقبلية.

تحولات في عالم الأعمال

منذ أقل من عامين، أثار الذكاء الاصطناعي التوليدي ضجة واسعة، بعدما أظهرت قدراته الجديدة إمكانية إجراء المحادثات، تفسير وتحويل النصوص والصور، بل وإنشاء مستندات وأعمال فنية جديدة. ومع هذا التبني الواسع، لم نشهد بعد التحولات التجارية الكبرى المتوقعة والتي كان من المنتظر أن يحدثها الذكاء الاصطناعي التوليدي في العديد من الصناعات.

رؤى الخبراء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

وفقاً لما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط"، تمثل الأبحاث التي نشرتها مجلة "سلون مانجمنت ريفيو"، إحدى أهم الأدوات لفهم كيفية الاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيا. قام فريق من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بدراسة تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في 21 شركة كبرى، بهدف استكشاف مدى تبني هذه التقنية وكيفية استخدام الشركات لها في وقت مبكر.

التحول الرقمي: التوجهات والتحديات

يشير الخبراء إلى أن التحول الرقمي لا يتوقف عند مجرد تطبيق تقنية جديدة، بل يتطلب تكاملها بشكل كامل في أنماط العمل داخل المؤسسات. الشركات التي اعتمدت الذكاء الاصطناعي التوليدي كانت أكثر استهدافًا في استخدامها لتسريع العمليات مع توخي الحذر في التعامل مع المخاطر المرتبطة بالدقة والأمن وإدارة الملكية الفكرية.

التوظيف والتكامل في بيئة العمل

تمثل التطبيقات الفردية منخفضة المخاطر، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الكتابة، تلخيص المعلومات، وتوليد الصور، البداية لما يسعى الموظفون لتحقيقه باستخدام هذه التقنيات. وفي حين كانت الشركات في البداية متحفظة بشأن منح الموظفين حرية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي العامة مثل "تشات جي بي تي"، إلا أن العديد من الشركات بدأت تدريجيًا في توفير أدوات مدمجة مخصصة، مثل دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي مع أدوات الإنتاج المكتبي الشائعة.

الذكاء الاصطناعي في المهام المحددة

في مرحلة أخرى من "متدرج المخاطر"، بدأ الذكاء الاصطناعي التوليدي في المساهمة في تحسين الإنتاجية والجودة في مهام محددة، مثل الترميز وعلوم البيانات، دعم العملاء، وإنشاء المحتوى الرقمي. في هذا السياق، تبرز الأمثلة مثل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء لمساعدة الوكلاء في الاستجابة الفعّالة للاستفسارات أو توفير وقت إضافي للمستشارين الماليين عبر تسريع الوصول إلى المعلومات.

الذكاء الاصطناعي في التفاعلات مع العملاء

عند الحديث عن التحول التجاري المدعوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي، تظهر أهمية تحسين المنتجات والتفاعلات مع العملاء. على سبيل المثال، يعزز الذكاء الاصطناعي التوليدي من تفاعلات العملاء، مثل روبوتات المحادثة التي توفر تواصلًا باللغة الطبيعية، بالإضافة إلى تخصيص تجارب التسوق الإلكترونية باستخدام توصيات مخصصة بناءً على تفضيلات العملاء.

التوجهات المستقبلية

أظهرت الأبحاث أن الشركات التي تبنت الذكاء الاصطناعي التوليدي تحتاج إلى تطوير استراتيجيات محكمة للتحول، بما في ذلك تحديد المراحل المختلفة للمخاطر، والتخطيط المدروس للتوسع من مرحلة التجربة إلى التنفيذ واسع النطاق. على سبيل المثال، حدد العديد من الشركات أهمية التوجه طويل الأجل، مع التأكيد على ضرورة دعم الإدارة لمشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي.

في الأخير يمكن القول: رغم التحديات فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يشكل خطوة كبيرة نحو تحولات رقمية عميقة. من خلال التطبيق الحذر والتخطيط المدروس، يمكن للشركات تحقيق إمكانات كبيرة مع ضمان الاستفادة القصوى مع تقليل المخاطر.

المصدر: تريندي نيوز+ صحيفة الشرق الأوسط
زر الذهاب إلى الأعلى