كشفت جمعية القلب الأمريكية في تقريرها لعام 2025 عن إحصاءات صادمة تتعلق بأمراض القلب في الولايات المتحدة. وفقًا للتقرير، يموت شخص واحد بسبب أمراض القلب كل 34 ثانية، مما يجعلها السبب الرئيسي للوفاة في البلاد. في عام 2022، سُجلت 941,652 حالة وفاة ناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، بزيادة تزيد عن 10,000 حالة مقارنة بعام 2021.
عوامل الخطر المتزايدة
تستمر عوامل الخطر المعروفة لأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، والسمنة، في الارتفاع بمعدلات مقلقة. إذا استمرت هذه الاتجاهات، فمن المتوقع أن تؤثر السمنة وارتفاع ضغط الدم على أكثر من 180 مليون بالغ في الولايات المتحدة بحلول عام 2050.
دور التغذية ونمط الحياة
يشير التقرير إلى أن سوء التغذية هو أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه الأرقام المرتفعة، حيث لا يستهلك معظم الأمريكيين كميات كافية من الأطعمة الصحية غير المُعالجة. يوصي الخبراء باتباع أنظمة غذائية غنية بالمكونات النباتية، مثل النظام الغذائي المتوسطي أو النباتي، للحفاظ على صحة القلب. بالإضافة إلى ذلك، يلعب النوم الجيد، ممارسة الرياضة، وإدارة التوتر والصحة العقلية دورًا مهمًا في الوقاية من أمراض القلب.
التفاوتات الصحية
يسلط التقرير الضوء على الفوارق العرقية والإثنية في عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب. على سبيل المثال، النساء ذوات البشرة السمراء لديهن أعلى معدل للسمنة بنسبة 58%، في حين أن النساء الآسيويات لديهن أدنى معدل بنسبة 15%. كما أن الرجال من أصل إسباني لديهم أعلى معدل لمرض السكري بنسبة 15%، بينما النساء البيض لديهن أدنى معدل بنسبة 8%.
العبء الاقتصادي
تفرض أمراض القلب عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة. في عامي 2020 و2021، أنفقت البلاد 418 مليار دولار على الرعاية الصحية المتعلقة بأمراض القلب، وهو ما يمثل 11% من إجمالي إنفاق الرعاية الصحية. إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فمن المتوقع أن تتضاعف هذه التكاليف ثلاث مرات بحلول عام 2050، لتشكل ما يقرب من 5% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.
توصيات الخبراء
يؤكد الخبراء على أهمية تبني تغييرات في نمط الحياة للوقاية من أمراض القلب، بما في ذلك:
الحفاظ على وزن صحي من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.
إدارة ضغط الدم من خلال تغييرات في نمط الحياة، وإذا لزم الأمر، تناول الأدوية.
تقليل تناول الأطعمة المصنعة والسكر.
بالإضافة إلى ذلك، يشددون على ضرورة معالجة الفوارق الصحية لضمان وصول العلاجات والموارد الوقائية لجميع الفئات السكانية.
تعكس هذه الإحصاءات الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فعالة للحد من انتشار أمراض القلب في الولايات المتحدة. من خلال تبني أنماط حياة صحية ومعالجة الفوارق الصحية، يمكن تقليل العبء الصحي والاقتصادي الناجم عن هذه الأمراض.
