ألوان

حاسة الشم.. أسرار مذهلة تكشف دورها الخفي في الصحة الجسدية والنفسية

تريندي نيوز

حاسة الشم ليست مجرد أداة للإحساس بالروائح، بل هي نافذة عميقة تؤثر بشكل كبير على صحتنا الجسدية والعقلية. كشفت دراسة حديثة عن دور حاسة الشم في الحياة اليومية، مؤكدة أنها تتصل ارتباطًا وثيقًا بالعواطف، الذكريات، والصحة النفسية، كما قد تكون مؤشرًا مبكرًا على بعض الأمراض التنكسية العصبية.

وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز الحقائق حول حاسة الشم وتأثيرها الشامل على حياتنا:

1. ارتباط وثيق بين حاسة الشم والذاكرة والعواطف

أثبتت الأبحاث أن حاسة الشم تتصل مباشرة بمناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والعاطفة، مثل الحُصين واللوزة الدماغية. وأظهرت دراسة أجريت في عام 2004 باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أن الروائح تُحفز استجابات عاطفية أقوى مقارنةً بالصور البصرية. لهذا السبب، يمكن أن تعيد بعض الروائح ذكريات قديمة أو مشاعر قوية مرتبطة بالماضي.

2. خلايا الشم تتجدد باستمرار

من الخصائص الفريدة لحاسة الشم أن خلاياها العصبية تتجدد كل بضعة أشهر، ما يجعلها واحدة من الحواس القليلة التي تمتلك هذه القدرة. هذا التجديد يساعد الجسم على التأقلم مع العوامل البيئية المختلفة، مثل السموم والفيروسات. ومع ذلك، فإن بعض الأمراض، مثل الإصابة بفيروس COVID-19، قد تؤدي إلى اضطراب في هذه العملية، مما يسبب فقدانًا طويل الأمد أو دائمًا للحاسة.

3. فقدان الشم وتأثيره على الصحة النفسية

يشير الباحثون إلى أن فقدان حاسة الشم يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية والاجتماعية. يعاني حوالي 5% من الأشخاص من فقدان كامل للحاسة، بينما يعاني 15-20% من فقدان جزئي. يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلات مثل العزلة الاجتماعية، تغيرات في الرغبة الجنسية، وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، خاصة بين كبار السن.

4. فقدان الشم كمؤشر مبكر للأمراض العصبية

يُعتبر فقدان حاسة الشم أحد الأعراض المبكرة لبعض الأمراض التنكسية العصبية، مثل الزهايمر وباركنسون. إذ تشير الدراسات إلى أن هذه الحالة قد تظهر قبل ظهور الأعراض الأخرى، مما يجعلها أداة مهمة للتشخيص المبكر لهذه الأمراض الخطيرة.

5. "تدريب الشم" لاستعادة القدرة المفقودة

في تطور واعد، تم تطوير تقنية "تدريب الشم" التي تتضمن استنشاق روائح قوية مثل الحمضيات أو الأعشاب بانتظام. وأظهرت الدراسات أن هذه الطريقة فعالة بشكل خاص للأشخاص الذين فقدوا حاسة الشم بسبب الإصابة بـ COVID-19، حيث تساعد في تحسين قدرتهم على التعرف على الروائح تدريجيًا.

حاسة الشم هي واحدة من أقدم الحواس التي تطورت لدى الكائنات الحية. استخدم الإنسان البدائي هذه الحاسة لاكتشاف مصادر الطعام وتجنب المخاطر. على مر العصور، تطورت الأبحاث حول الشم لتكشف عن دورها الفريد في التأثير على الذاكرة والعواطف وحتى الصحة النفسية والجسدية.

نصائح لتعزيز حاسة الشم

1. الابتعاد عن المواد الكيميائية الضارة، مثل التدخين.

2. ممارسة تمارين "تدريب الشم" بانتظام.

3. استشارة الطبيب عند ملاحظة أي فقدان مفاجئ للحاسة.

تلعب حاسة الشم دورًا أساسيًا في حياتنا اليومية، إذ ترتبط بالذاكرة والعواطف، وتؤثر على الصحة النفسية، بل وتساعد في الكشف المبكر عن أمراض خطيرة. إن الحفاظ على هذه الحاسة وتعزيزها يُعد ضرورة صحية واجتماعية لا غنى عنها.

المصدر: تريندي نيوز
زر الذهاب إلى الأعلى