أظهرت دراسة كندية جديدة أجراها باحثون في جامعة تورنتو أن الأشخاص الذين شهدوا طلاق والديهم في طفولتهم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بحالة خطيرة وقاتلة مثل السكتة الدماغية.
وفقًا للبحث الذي شمل تحليل بيانات أكثر من 13 ألف شخص تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، تبين أن واحدًا من كل 9 أشخاص انفصل والديهم أثناء طفولتهم أُصيبوا بسكتة دماغية في مرحلة لاحقة من حياتهم.
وأرجع الباحثون ذلك إلى التوتر المستمر الذي قد يعايشه الأطفال في بيئات يشوبها النزاع، بالإضافة إلى التغييرات المحتملة في نمط حياتهم بعد الطلاق، مثل الانتقال إلى منزل أو مدرسة جديدة، مما قد يؤدي إلى تأثيرات صحية سلبية طويلة الأمد.
كما أن هذا التوتر المستمر قد يساهم في زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض المرتبطة بالأوعية الدموية، مثل السكتة الدماغية.
وأخذ الباحثون في اعتبارهم عوامل أخرى قد تُسهم في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل التدخين وقلة النشاط البدني. وقد تم استبعاد الأشخاص الذين تعرضوا لإساءة معاملة خلال طفولتهم من الدراسة لضمان أن الطلاق هو العامل الرئيس في النتائج التي تم التوصل إليها.
وبحسب النتائج، تبين أن الأشخاص الذين انفصل والديهم في الطفولة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 61% مقارنة بالأشخاص الذين ظل والداهم معًا.
كما لوحظ أن المخاطر كانت متشابهة بين الرجال والنساء. وعند المقارنة مع الأشخاص المصابين بمرض السكري، أظهرت الدراسة أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية كان مشابهًا لأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية تؤثر على الأوعية الدموية، مثل السكري.
=وأشارت البروفيسورة إسمي فولر تومسون، المعدة الرئيسة للدراسة، إلى أن الطلاق في الطفولة يُعتبر مصدرًا كبيرًا للتوتر، مما قد يؤدي إلى اضطرابات عاطفية وسلوكية في تلك الفئة من الأطفال.
وأضافت أن التوتر المستمر قد يؤثر على جودة النوم ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض التي تساهم في السكتة الدماغية في وقت لاحق من الحياة، مثل الأرق والضغط النفسي المستمر.
ورغم تأثيرات الطلاق في الطفولة على الصحة في المستقبل، أكدت الدراسة أن انخفاض الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالطلاق في الأجيال الحديثة قد يقلل من وضوح العلاقة بين الطلاق والسكتة الدماغية لدى الأجيال الأصغر.
ومع ذلك، لا يزال الطلاق يمثل تحديًا نفسيًا مهمًا للأطفال الذين يمرون بهذه التجربة.
