هل الطفل كثير الحركة عبقري بالفطرة أم بحاجة إلى علاج؟ معلومات تكشف لأول مرة تعرف عليها..!
تعاني الكثير من الأمهات والمعلمين من صعوبة تفسير سبب حركة الأطفال الزائدة، سواء داخل المنزل أو في الفصل الدراسي. فهل يشير النشاط الزائد لدى الطفل إلى ذكاءه المتقد، أم أنه علامة على انخفاض مستوى قدراته؟ وهل الحركة المفرطة قد تكون مرتبطة بمشاكل صحية أو سلوكية تتطلب التدخل الطبي؟
الحركة الزائدة للطفل قد لا تكون مجرد تصرفات عشوائية، بل قد تكون بمثابة محفزات مهمة للدماغ. إذ تساهم الحركة في زيادة تدفق الأوكسجين إلى الدماغ، ما يعزز من عملية التعلم والتفكير. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط النشاط البدني بنمو الدماغ وتحسين المعالجة المعرفية. فالأطفال الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا منتظمًا يشهدون تطورًا في مهاراتهم الإدراكية ويزداد تركيزهم، ما يسهم في تعزيز تفوقهم الدراسي.
أظهرت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يظهرون حركة زائدة قد يمتلكون مستوى ذكاء أعلى مقارنةً بنظرائهم الأقل نشاطًا. ومع ذلك، من المهم استغلال هذه الطاقة الزائدة بطريقة مفيدة. فيمكن توجيه طاقة الطفل المفرطة نحو ممارسة الرياضة أو الانخراط في أنشطة تحفز خياله وتساعده على تنمية مهاراته. ويجب أن يُحرص على تجنب الأنشطة التي قد تؤدي إلى تشتت الطفل أو تعريضه للخطر.
من المهم خلق بيئة تعليمية مشجعة، خاصةً للأطفال ذوي النشاط الزائد. فيمكن للأهل تحفيزهم على القراءة، لأنها تساعد في تحسين مهاراتهم اللغوية وتوسيع مفرداتهم. كما يجب إتاحة المجال للأطفال لاختيار الأنشطة التي يحبونها، مما يعزز لديهم الدافعية للتعلم. إلى جانب ذلك، تشجيعهم على التعبير عن آرائهم والانخراط في ألعاب تعليمية يمكن أن يعزز من مهاراتهم المعرفية.
ينصح الأطباء والأخصائيون بعدد من الطرق للتعامل مع الطفل كثير الحركة، مثل تحديد السلوكيات المقبولة والمكافأة عليها، وتشجيع الطفل على ممارسة الرياضة لتفريغ طاقته. كما أن تنظيم ساعات النوم والابتعاد عن المنشطات قبل النوم قد يساعد في تقليل النشاط المفرط.
في بعض الحالات، قد تكون الحركة الزائدة مؤشرًا لمشكلة صحية، مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. يعاني الأطفال المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في التركيز، ويظهرون سلوكًا مندفعًا وغير منضبط. وفي هذه الحالة، يتطلب الأمر تقييمًا طبيًا ونفسيًا شاملاً، بالإضافة إلى برامج سلوكية لتحسين التركيز وتوجيه الطاقة الزائدة بشكل إيجابي.
لا يمكن الجزم بشكل قطعي بأن الحركة الزائدة تعني ارتفاع مستوى الذكاء أو أنها مشكلة صحية. فالأمر يعتمد على السياق والبيئة المحيطة بالطفل. ومع ذلك، من المهم أن يُتبع نهج شامل يشمل التقييم الطبي والنفسي، فضلاً عن توجيه طاقة الطفل الزائدة نحو أنشطة مفيدة تعزز من نموه العقلي والجسدي بشكل متوازن.