بعد تهديد حظر تيك توك: تطبيق صيني جديد يثير الجدل ويغزو هواتف المستخدمين.. الاسم
بدأ تطبيق صيني يُدعى “ريد نوت” يكتسب زخماً غير مسبوق مع اقتراب موعد تنفيذ الحظر المحتمل على تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة.
هذا التحول المفاجئ يثير التساؤلات حول مستقبل التطبيقات الصينية في السوق الأميركي، ومدى تأثير هذه الخطوة على علاقة واشنطن وبكين في ظل تصاعد التوترات المتعلقة بالأمن القومي والخصوصية الرقمية.
قفزة هائلة في عدد المستخدمين
في غضون يومين فقط، جذب “ريد نوت” حوالي 700 ألف مستخدم جديد في الولايات المتحدة، وفقًا لتقارير إعلامية أميركية. هذا النمو السريع جعله يحتل المرتبة الأولى في قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلًا على متجر تطبيقات “آيفون”، ما يعكس التوجه المتسارع نحو البحث عن بدائل.
خلفية الحظر المحتمل لـ”تيك توك”
تهدد الحكومة الأميركية بحظر “تيك توك” إذا لم تقم شركة “بايت دانس” الصينية المالكة ببيع التطبيق بحلول 19 يناير. بموجب الحظر، لن يتمكن المستخدمون الجدد من تنزيل التطبيق عبر متاجر “أبل” و”غوغل”، كما ستطلب السلطات من مزودي خدمة الإنترنت حجب الوصول إلى التطبيق.
هذا الحظر يأتي بناءً على مخاوف أمنية تتعلق بإمكانية استخدام البيانات الشخصية لمستخدمي “تيك توك” من قبل الحكومة الصينية للتجسس أو التأثير على الرأي العام الأميركي. وقد أشار خبراء إلى أن المحكمة العليا الأميركية ستصدر قريبًا قرارًا نهائيًا بهذا الشأن.
ما هو “ريد نوت”؟
“ريد نوت”، المعروف في الصين باسم “Xiaohongshu” أو “الكتاب الأحمر الصغير”، أُطلق في عام 2013، وحقق نجاحًا كبيرًا في السوق الصينية بقيمة تُقدر بأكثر من 17 مليار دولار.
ويتميز التطبيق بتصميم يجمع بين ميزات منصات مثل “بينتريست” و”إنستغرام”، مع تركيز كبير على المحتوى قصير المدى، مما يجعله بديلاً مناسبًا لـ”تيك توك”.
وبدأ العديد من المستخدمين الأميركيين بإنشاء حسابات جديدة على “ريد نوت”، حيث أشادت فنانة أميركية مشهورة، هيذر روبرتس، بالتطبيق قائلة إنه “يتيح تواصلًا لطيفًا وبنّاءً بين المستخدمين”.
ومع ذلك، واجه التطبيق انتقادات بسبب سياسات الرقابة الصارمة التي يتم تطبيقها على المحتوى، حيث تمتد هذه الرقابة إلى مواضيع سياسية واجتماعية تُعد حساسة في الصين.
التحديات أمام “ريد نوت” في الأسواق الدولية
فيما يتعلق بتوسعه خارج العالم الناطق باللغة الصينية، يواجه “ريد نوت” تحديات في إدارة المحتوى باللغة الإنجليزية وتطوير أدوات الترجمة المناسبة. ووفقًا لتقارير صينية، تعمل الشركة بشكل مكثف على توظيف مشرفين متخصصين لإدارة المحتوى الدولي.
في ظل احتمالية حظر “تيك توك”، لا تزال هناك فرصة أمام الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب للتدخل. ووفقًا لوكالة “أسوشييتد برس”، قد يوجه ترامب وزارة العدل لتعليق تنفيذ الحظر أو إيجاد حلول قانونية تضمن استمرار التطبيق.
مستقبل منصات التواصل الاجتماعي
مع تصاعد المخاوف الأمنية والقيود المفروضة على تطبيقات التواصل الاجتماعي المملوكة لشركات صينية، يبدو أن سوق التطبيقات يشهد تحولًا نحو منصات جديدة.
ويتوقع خبراء أن تشهد هذه الفترة إطلاق المزيد من البدائل التي تلبي احتياجات المستخدمين الأميركيين مع مراعاة المتطلبات الأمنية.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه مستخدمو “تيك توك” قرار المحكمة العليا، يبقى مستقبل التطبيقات الصينية في الولايات المتحدة محاطًا بعدم اليقين. وبينما يكتسب “ريد نوت” زخمًا سريعًا، فإن نجاحه سيعتمد على مدى قدرته على تجاوز التحديات التنظيمية والثقافية في الأسواق الدولية.