ألوان

قطاع الطاقة يعتمد الذكاء الاصطناعي لتقليل الأخطاء وتحسين الكفاءة وسط تحديات أمنية

يشهد قطاع الطاقة الكهربائية والمرافق تحولاً كبيراً مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة وتقليل المخاطر المرتبطة بالأخطاء البشرية.

وأظهر استطلاع حديث أجرته شركة «غارتنر للأبحاث» أن 40% من شركات الطاقة تعتزم استخدام مشغلين مدعومين بالذكاء الاصطناعي في غرف التحكم بحلول عام 2025.

ومع أن هذه الخطوة تقدم مزايا تشغيلية كبيرة، فإنها تثير تحديات أمنية جديدة تستدعي معالجتها بشكل عاجل.

 

زيادة ملحوظة في استثمارات الذكاء الاصطناعي

أشار استطلاع «غارتنر 2025» إلى أن 94% من الرؤساء التنفيذيين لشؤون التكنولوجيا لدى شركات الطاقة يخططون لزيادة استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي، بزيادة متوقعة تبلغ 38.3% في متوسط الإنفاق بحلول عام 2025.

وصرحت جو آن كلينش، المحلل والمدير الأول لدى «غارتنر»، بأن «اتخاذ القرار البشري يُعد ضرورياً، لكنه يُشكل في الوقت ذاته عاملاً رئيسياً في وقوع الحوادث الصناعية، وهو ما يجعل العمليات المدعومة بالذكاء الاصطناعي حلاً أكثر دقة واستمرارية».

تحول نحو تصميم عمليات ذكية

يدفع التقدم التقني والتغير في مواقف العملاء قطاع الطاقة إلى الابتعاد عن النموذج التقليدي للأصول المملوكة لشركات المرافق، متجهاً نحو لامركزية الموارد. وتتضمن هذه الموارد الألواح الشمسية وأنظمة تخزين الطاقة، مما يتيح للأصول الذكية المملوكة للعملاء تحقيق أهدافها المتعلقة بالتكلفة والكفاءة والراحة.

وتوصي «غارتنر» الشركات بتصميم عمليات ذكية تُدمج فيها هذه الأصول ضمن منظومات رقمية، إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية السحابية والتحليلات المتقدمة.

 

التحديات الأمنية المصاحبة للذكاء الاصطناعي

ورغم أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يقلل الأخطاء البشرية ويحسن الكفاءة من خلال الصيانة التنبؤية والكشف التلقائي عن الانحرافات، فإنه يفتح الباب أمام مخاطر أمنية جديدة.

ومن المتوقع أن يؤدي هذا التحول إلى زيادة نقاط الضعف في الأنظمة المادية والإلكترونية، مما يستدعي استثمارات مكثفة في معايير الأمن الإلكتروني.

تؤكد «غارتنر» على أهمية وضع آليات حماية مثل ضوابط الوصول ونطاق التطبيق لنشر أدوات الذكاء الاصطناعي.

وتضيف كلينش أن الشركات بحاجة إلى تطوير استراتيجيات ذكاء اصطناعي متناغمة مع الأهداف التجارية، مدعومة بأطر أمن إلكتروني راسخة لضمان حماية البيانات.

وقدمت «غارتنر» توصيات عدة للشركات لتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي:

وضع خطط شاملة لدمج الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية.
تحديد المجالات الرئيسية التي يمكن فيها للذكاء الاصطناعي تحسين الكفاءة وتقليل الأخطاء.
نشر تقنيات أمن إلكتروني متقدمة تلبي احتياجات الأنظمة الذكية.
تدريب القوى العاملة لضمان التعاون الفعّال بين البشر والأنظمة الذكية.

ومع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، يواجه قطاع الطاقة تحديات في تحقيق توازن بين تحسين الأداء والتصدي للمخاطر الأمنية.

يمكن أن تساهم الاستثمارات في التكنولوجيا المتقدمة، وتطوير القوى العاملة، وتعزيز البنية التحتية في تمكين الشركات من اغتنام الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي.

ويتوقع الخبراء أن يصبح دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية معياراً أساسياً لتحقيق الاستدامة والابتكار في قطاع الطاقة.

يبدو أن المستقبل القريب سيشهد نمواً ملحوظاً في استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن قطاع الطاقة، ما يضع الشركات أمام مسؤولية تطوير سياسات واستراتيجيات فعالة لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنيات مع حماية الأصول والبيانات من التهديدات المحتملة.

المصدر: تريندي نيوز+ وسائل إعلام
زر الذهاب إلى الأعلى